اقتراح الأستاذ ساطع الحصري بك إنما يذكرني بحكاية ناظرة مستشفى نقلت من بعض بلدان شرق أوربا الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط إلى منطقة من أحرّ مناطق الهند فأمرت بفتح جميع النوافذ والشبابيك وقت الظهيرة كما كانت اعتادت ذلك من قبل في الجو المعتدل الذي تركته وراءها وكان الأولى أن تغلقها. ولا بأس بأن أذكر بهذه المناسبة أن الجامعة الإسلامية بعليكره (الهند)، التي لي الشرف بالانتساب إليها، تهتم بمثل هذه الأمور اهتماماً كبيراً لتنمية الشعور الإسلامي بين أبنائها، فمن الواجب المعمول به هناك أن يكف اللاعبون في ميادين اللعب والخطباء في نادي الاتحاد من اللعب وإلقاء الخطب ويلتزموا الصمت طالما يرن صوت المؤذن في آذانهم وربما حدث أن فرقا أجنبية زائرة أشير عليها بالكف عن اللعب أثناء المباريات فبدأت تنظر ذات اليمين وذات الشمال تتحرى السبب في دهشة وحيرة كما كان الحال بالأستاذ الحصري بك في كارفو فلما أخبرت أن السبب ليس إلا الاحترام للآذان تأثروا تأثيراً قوياً ظاهراً بهذا المظهر للطابع الإسلامي الخاص بتلك الجامعة حفظها الله من كل بلاء وعدوان.