الأستاذ محمد فتحي عبد الوهاب يأبى إلا ان يقول ص٨٠١ (واستمعت الأرنب إلى صوت (داوٍ) قادم من بعيد.)
وبعدك فالذي قلناه بالأمس نقوله اليوم مذكرين. وذكر فلعل الذكرى تنفع المؤمنين.
(الزيتون)
عدنان
جامع الترمذي:
جاء في عدد (الثقافة) ٩٤٥ في ص ٢٢ قول الكاتب: (المحدث أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع الصحيح في الحديث) والصواب أن نقول (الأمام الحافظ أبو عيسى الترمذي صاحب الجامع في الحديث) لأن لقب (المحدث) هو دون (الحافظ) في مصطلح علماء السنة، بل هو رابع الأئمة الخمسة: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي. وكتابه في الحديث اسم (الجامع) وأما (الجامع الصحيح) فهو للبخاري، وكذلك مسلم سمى كتابه (الجامع الصحيح) لأنهما لم يخرجا إلا الصحاح وأما الترمذي فاسم ديوانه (الجامع) وقد خرج فيه الصحيح والحسن والغريب، والغرائب التي خرجها فيها بعض المناكير، ويخرج حديث الثقة الضابط، ومن يهم قليلا ومن يهم كثيراً ومن يغلب عليه الوهم، ويبين ذلك ولا يسكت عنه. وأما مسلم فلا يخرج إلا بحديث الثقة الضابط ومن في حفظه بعض شئ وتكلم فيه بحفظه، لكنه يتحرى في التخريج عنه، وأما البخاري فشرطه أشد من ذلك، وهو أن لا يخرج إلا للثقة الضابط ولمن ندر وهمه، وإن كان قد اعترض عليه في بعض ما خرج عنه. وبسط القول في هذا في كتاب (شروط الأئمة السنة لمحمد بن طاهر المقدسي) المطبوع مع شروط الأئمة الخمسة (للحازمي). والترمذي ينتسب إلى مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذي يقال له جيحون، والناس مختلفون في كيفية هذه النسبة، بعضهم يقول بفتح التاء، وبعضهم يقول بضمها، وبعضهم يقول بكسرها، والمتداول على ألسنة تلك المدينة بفتح التاء وكسر الميم، وكل واحد يقول معنى لما يدعيه. والترمذي أحد الأئمة الذين يقتدي بهم في علم الحديث، صنف الجامع والعلل تصنيف رجل متقن، وبه كان يضرب المثل في الحفظ، تلمذ للبخاري وشاركه في شيوخه. . . توفي بقرية بوغ إحدى قرى ترمذ