للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه الرحلة في رسالة سماها [الحلة الحقيقية لا المجازية في الرحلة الحجازية] والتي انتهت بوصول الشيخ إلى الشام في السابع والعشرين من شهر محرم سنة (١١٣١هـ). ولما عاد الشيخ من الحج، ألح الوزير على عمه إنجاز ما وعد به بشأن زواج ابنته، ولكن عمه لما بلغه خبر عزل رجب باشا عن الولاية عدل عما كان قد وعد به من أمور فيئس الشيخ وقطع أمله من ابنة عمه، فعول على بيع بعض أملاكه وحصة في بستان الدولابي والحاجب، وبستان النصراني، وسود في هذه المدة الفية في التصوف.

وكان الشيخ قد فاتح السيد السلفيتي ووعد الشيخ نور الدين الهواري أنه إذا لم يحصل مع عمه اتفاق بشأن الزواج، فإنه يرجع لأخذ ابنة بنت أخيه الروحي، أي حفيدة السلفيتي فحسن له ذلك، وعلى هذا عزم الشيخ على السفر إلى القدس للزواج وذلك في أواسط ذي القعدة سنة ١١٣١هـ مع جمع من الرفاق، فودعه صهره في المرجة في دمشق، وسار إلى (المزة) وزار قبر دحية الكلبي، ومنها توجه مع جمالة (جينين) في الليل واجتمع بالشيخ محمد بن يسن الملقب طبيعة وبات في خان سعسع ومنها إلى قرية الجيب، وهي مشهورة بالسمن لجودته وهو مشهور في قطرها بطيبته، ومنها إلى الجسر ثم المنية، ثم عيون التجار ثم جينين ذات المياه والأشجار، وكان تعارف بالشيخ في الطريق السيد مصطفى التميمي فدعاه إلى بيته فأجاب الدعوة. وسمع بعد المغرب صوت خيل وطارق، وإذا هو السيد محمد السلفيتي وسار في الصباح إلى قرية (الزاوية) وأقام تحت شجرة البطمة، وكان قد دخل هذه القرية أحد أجداد الشيخ رضوان واسمه قاسم فقال الشيخ موالياً.

قاسم حبيبك على ما تملكوا قاسم ... فرد علا في المحاسن اسمه قاسم

بل سلمو الكل إذ حبو الحبيب قاسم ... لا زال في حرز من يدعى أبا القاسم

ثم توجه للقدس وبات في قرية (بيتونيا) ويقول الشيخ في أمر زواجه (ويوم الخميس آخر ذي القعدة النفيس أقمنا في الحرم نستقبل أهل الكرم، وبعد مضي أيام الضيافة تعرضنا للنكاح بغير آفة، وفي يوم الأحد جرى القلم به بحول الأحد، أوائل ذي الحجة الحرام من العام، العام الأنعام، وليلة الخميس حصل الدخول الواجب التأنيس) وقد أرخ الزواج صديقه الشامي إذ قال (زفت الزهراء للقمر) سنة ١١٣١هـ.

ولما حلت سنة ١١٣٢هـ، ومضى منها حصة، تحركت همة الشيخ لزيارة القاهرة وذهبت

<<  <  ج:
ص:  >  >>