بهذه النية إلى الخليل، ولكن لم يتيسر له السفر إلى مصر فعاد إلى القدس. ولما عاد خطر له أن يخلف الأخ السيد محمد السلفيتي فباشر ذلك في المولوية وألبسه الكسوة الخلوتية، وأذن له الإذن العام.
(وقريباً من ختام هذا العام ورد الوزير ذو الاحترام رجب باشا متوجهاً إلى الكنانة بإقدام، وطلب بإلحاح وإبرام أن نصحبه وجناب الشيخ محمد الخليلي الهمام فقسم النصيب قهراً وسرنا معه إليها جبراً وقسراً، وقد ذكرنا ما جرى فيها إلى سنة ١١٣٣هـ. في الرحلة المأساة (النحلة البصرية في الرحلة المصرية).
وبعد العودة من مصر شرع في رسالة المنهل العذب السايغ الواردة في ذكر صلوات الطريق وأوراده، وكان في مصر بيض الصلات البرية والألفية ومنهج الصوفية، وأخذ عنه في مصر الطريق الشيخ محد الحفناوي. وفي سنة ١١٣٣ شرح الشيخ صلوات سيدي عبد السلام بشيش المسمى بالروضات العريشة على الصلوات البشيشة)، وبيض (السيوف) الحداد في أعناق أهل الزندقة والإلحاد) وتمرض الشيخ سبعة أشهر وأكثر، وفي أواخر مرضه جاءت والدته لما سمعت بمرضه البدني، وجاء الوزير المقدم أمير جودة ومعه الصهر الشيخ إسماعيل المدرس تحت القبة، وودع الوزير في الخليل وفي صحبته صهره الذي عاد للديار الشامية بعد أن اطمأن على صحة الشيخ.
وما زال كذلك إلى أن جاءه الخبر بأن عمه أصدر عليه حجة نفقة ووكل السيد محب الدين النقيب في تحصيل ما حرر، فاستخار الله في السفر إلى جهة حلب لينال الظفر لأن الوزير (رجب باشا) صديقه منجم فيها بحال موفور فاستبشر وتوجه في رحلة سماها (تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة إلى بلاد الروم). وقد أدرج الشيخ في آخر هذه الرحلة ما ذكره في الرحلة الرابعة والخامسة القدسية، ثم المصرية، ثم أوصلها بالرومية - انتهى.