بمناسبة الأخرى. فقد قيلتا في وصف رمي البندق والخروج للصيد في مصاحبة الأفضل. واستلهم كل من الشاعرين أوصافه من واد من وديان حماة - ولعله واحد لا وديان - هذه أمور ومشابه بين القصيدتين تحبب في بينهما وتعين عليها. ولا أدري بالضبط متى قيلت مصائد الشوارد، وفي آية سنة، وفي أية رحلة. فلعلها هي نفس السنة ونفس الرحلة التي كان فيها صفي الدين. نقول ذلك بمناسبة ما نشعر به من تشابه في الموضوع والتصوير والخيال بين القصيدتين. مما يدل على اتحاد منازعهما.
ومهما يكن من شئ فإن القصيدتين وما عداهما من شعر الشاعرين الكبيرين، وشعر زميلهما الذي قفي على آثارهما، وأعني به ابن حجة، وشعر غيرهم من أدباء حماة، قبس من وحيها، وجذوة من إلهامها، ووقدة من سناها. وقد مات صفي الدين عام ٧٥٠هـ، وابن نباتة عام ٧٦٨هـ، وابن حجة عام ٨٣٧هـ، ومات غيرهم من شعراء حماة وأدبائها، وبقي شعرهم وأدبهم خالداً محدثاً بما كان لحماة في نفوسهم من أثر، وما كان لوحيها من بعث، ولإلهامها من رجع، ولسانها من إشراق.