الكلمات من فيه:(الحقيقة أنى خرجت مع فتاة، وأكنى لم أرغب في أن أطلع أحداً على ذلك) ونظرت إلى ولدها، كان في وجهه البراءة ونضارة الشباب، إن ألم الوضع لم يكن الألم الوحيد للأم، إن مهمتها تنحصر في شيئين: أن تكون أما وأن تكون أباً. وها قد حان الوقت الذي يجب أن تؤدى فيه مهمتها على الوجه الأكمل، والذي يجب أن تدرك فيه دون مرارة بأنه إذا توجهت نظرات ولدها إلى حقيقة الشباب، فإنها يجب أن تودع صباه. واصطبغ وجهه بحمرة الخجل وهو يقول:(كانت تنتظرني مع أبويها، وذهبنا معاً، وكنت على وشك أن أخاطبك تليفونياً، إلا أنى لم أستطع الاتصال بك). ثم وضع الزجاجة على المنضدة ونهض وقبل والدته. وحياها تحية المساء. وعند ما اقترب من الباب تردد ثم قال أظن أنى ارتكبت غلطة واحدة، لقد قلت لوالدتها (نعم يا سيدي) فابتسمت وقالت (لا تفكر في ذلك. وعلى فكرة يا حبيبي إذا كانت قد أخلفت الميعاد فما الذي كنت تفعله؟) وفكر لحظة ثم قال (لا أعلم. أظن كنت سأقول لنفسي (حظ عاثر) ثم أترك الأمر يقف عند هذا الحد. ألا تعلمين أنها ستقابلني لأعرفك بها وبوالديها؟ على أية حال أظن أنى عملت كل شئ على ما يرام، أليس كذلك؟) فابتسمت وقالت في إخلاص) أجل، لقد قمت بكل شئ على الوجه المرضى) وذهبت وجلست يغمرها الضوء وهى تبتسم لنفسها. نعم لقد أدى كل شئ على الوجه الأكمل. إنه لم يحدثها عن القبلة. هذا حسن. إنها فخورة به. لقد أصبح رجلا مهذباً. ثم أطفأت النور واستقرت في فراشها في رضاء تام. لقد انقطع خرير الماء. وأسفت على ذلك. كان في الحق صوتاً مبهجاً.