تقدم يظهر أن صاحب الحادثة يكنى أبا الحسن لا أبا علي، وأنه الفالي لا القالي، وأن وفاة أبى علي القالي كانت قبل وفاة أبى الحسن الفالي باثنتين وتسعين سنة، بل توفي القالي قبل مولد الفالي، وأن مولد الشريف المرتضى ببغداد في سنة ٣٥٥ يعني قبل وفاة أبى علي القالي بقرطبة بسنة واحدة. وقد عرفت أنه رد إلى أبى الحسن الفالي ثمن كتابه كما أعاد إليه كتابه الجمهرة متأثراً بأبياته وكان كلاهما مقيما ببغداد، وتوفي الشريف بها قبل وفاة أبى الحسن الفالي بها باثنتي عشرة سنة، على أنه لم يعرف أن أبا علي القالي بلغ من البؤس والفاقة إلى أن يبيع نسخة من كتابه الجمهرة، تأليف أستاذه ابن دريد المتوفى ٣٢١ وكان ذا ثراء واسع ومال جم وإن كان رحمه الله متلافاً مفيداً مبيداً، ولقد أفاد من بني ميكال أموالا عظيمة ونال منهم ثروة طائلة رحمه الله وعفا عنه.
هذا ومن التحريف أو التصحيف أو خطأ الطبع في ذلك الكتاب القيم (ظهر الإسلام) ما في بيتي ابن المعتز صفحة ٢٦.
أما ترى ملك بني هاشم ... عاد عزيزاً بعد ما ذلا
يا طالباً للملك كن مثله ... تستوجب الملك وإلا فلا
ولعل صواب القافية في البيت الأول (بعد ما ذللا) لأن القصيدة من بحر السريع من عروضه الأولى المطوية المكسوفة التي ضربها مثلها على وزن فاعلن، وعلى ضبط (ذلا) يكون الضرب في البيت وحده أصلم (على وزن فعلن) وهو ضرب آخر لهذه العروض لا يجمع بينهما.
وفي صفحة ٢٣ كتب البيت هكذا:
أيها الترك تلقون للدهر ... سيوفاً لا تستبل الجريحا
وهو بهذا الشكل والضبط غير مستقيم الوزن ولا مفهوم المعنى، والذي في تاريخ المسعودي المنقول عنه:
أيها الترك سوف تلقون للدهر ... سيوفاً لا تستبل الجريحا
وفي صفحة ٦٩ البيت:
فيبردها كأن لها ... وإن خفيت سنا لهب
أظن الصواب (فيبرزها) كما يقتضيه السياق ويتطلبه المعنى.