ولكن ألا ترى أن الأدب أولى بالشخصية الثانية، فهو كلام، وجوه أكثر أمناً من غيره، وقد كان بعض أسلافنا الذين لم يدركوا اختراع كلمة (الصدق الفني) يتغزلون ويصفون الحسان ويقولون في الخمر (غير ما قال مالك) ويصفون فعليها بالنفوس، ولم يذق أحد منهم طعماً للحب أو للخمر. ولم ينكر عليهم أحد ما يقولون، بل كان منهم من يعد من الفقهاء والصالحين. أما الفنون الأخرى غير الأدب وخاصة التمثيل فالحب فيها عملي. والأدب لا يفهمه إلا الكبار (العقلاء) أما المسرح والسينما والإذاعة فهي في متناول الجميع من صغار وكبار، وخاصة الإذاعة، فهي لا يمكن المنع منها، وهي تقتحم كل بيت بكل بذئ من الأغاني و (المنلوجات) لا بالتعبير عن العواطف المهذبة فقط، وفي جملة من يسمعها التلاميذ والتلميذات الذين تحرص وزارة المعارف على (وقايتهم) من الحب في الأدب.
فهل ترضى الدولة بما ينطبق عليها من (تعدد الشخصية أو ترى تراجع نفسها لتتلافى هذا التعدد؟.
اللجنة الثقافية بلبنان:
بدأت اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية اجتماعاتها يوم ٢٨ أغسطس الماضي في بحمدون بلبنان. وقد عقدت إلى وقت كتابة هذا أربع جلسات نظرت فيها في مسائل هامة وانتهت فيها إلى قرارات، ولا تزال توالي اجتماعاتها لنظر بقية المسائل.
ومما نظرت فيه شؤون الإذاعة والسينما الثقافية، فقررت توصية مجلس الجامعة بمشروع إنشاء محطة إذاعة عربية كبرى، وتقوية الإذاعات الحالية ريثما يتم تنفيذ المشروع، كما تقرر الدعوة إلى عقد مؤتمر لمديري محطات الإذاعة للبحث في أنجح الوسائل التي تكفل تنسيق البرامج الثقافية العربية المشتركة وتنظيمها. وتقرر أيضاً الدعوة إلى مؤتمر للخبراء الفنيين في السينما للبحث في ترقية السينما العربية وإنتاج أفلام دعاية للبلاد العربية في الخارج وقد اشتكى الأعضاء من أن الأفلام العربية ليست في المستوى الراقي الذي ينشد منها وأنها تنافي أحياناً الأخلاق العامة والمبادئ القومية ورجوا توصية الحكومات العربية لإصلاح هذا النقص.
وقررت اللجنة تنظيم مهرجان حافل يقام في أجدى العواصم العربية تخليداً لذكرى ابن سينا، ووضعت برنامجاً لتنظيم هذا المهرجان، وقررت تأليف لجنة لنشر آثار ابن سينا،