للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تسعة عشر مرجعاً جاءت باللغة العربية معظمها في موضوعين اثنين هما العمارة والخزف، أما ما تبقى بعد ذلك من الموضوعات فلا توجد له مراجع معتبرة في اللغة العربية.

ولسنا في مجال البحث عن الأسباب التي أدت إلى الركود العجيب في الدراسات الفنية بالبلاد الشرقية عموماً وبمصر على وجه الخصوص.

على أن هذا لا يمنع من أن أذكر أنه قد ظهرت بضعة مؤلفات باللغة العربية عدا تلك التي جاء ذكرها ضمن مراجع الدكتور زكى، كان مؤلفوها من غير المتخصصين، فكانت كتاباتهم لا تخرج عن محاولات، فضلاً عن ظهورها في عالم المطبوعات، في وقت كان إقبال الناس فيه على دراسة الفن ومعرفة أسراره ضئيلاً يكاد يكون معدوماً.

ولما كانت مهمة تاريخ الفن هي الاستعراض العلمي لنشوئه وتطوره وارتقائه وأثره، على أساس التاريخ العام مع تطبيق أصول علوم أخرى، ولما كان الأسلوب العلمي في التاريخ العام هو تقسيمه إلى الأقسام الثلاثة المعروفة بالقديم والمتوسط والحديث، فإن تاريخ الفن مع كونه استعراضاً لنشوء الفن وتطوره وأثره كما ذكرت، يخضع لنفس القاعدة بغية التبسيط، ولإيجاد الرابطة الوثيقة بين التاريخ العام وتاريخ الفن، على اعتبار الإنتاج الفني مقياس الحضارات الصادق.

هذا بيان يدفع بى إلى الخروج عن موضوع الكتاب؛ فأذكر شيئاً عن تاريخ العلوم والفنون الإسلامية عند الغربيين وعن الدوافع التي حفزتهم إلى العمل في هذا المجال الفسيح.

فعندما قصد رجال كنيسة روما نشر الديانة المسيحية بين شعوب آسيا وأوربا وشمال أفريقية رأوا أنه لامناص من معرفة لغات هذه الشعوب لأنها المفتاح الأوحد إلى قلوبهم، فتجد أنه لم ينتصف القرن الثالث عشر الميلادي حتى كان البابا (اينوسنس) قد أصدر أمره بإنشاء كراسي (جامعية) لتعليم اللغة العربية، وهو الأمر الذي حافظ على تنفيذه (كليمنس) الرابع و (هونوريوس) الرابع. أما في عهد (كليمنس) الخامس، فقد تقرر في المؤتمر الكنسي بمدينة فيينا إعداد معلمين لتدريس اللغة العربية في كل من روما وباريس وأكسفورد وبولونا وسلامنكا كطريق إلى غزو الشرق بما فيه من الكنوز العلمية والأدبية والفنية وغيرها، وتطور الحال فلم تقتصر هذه العناية على معرفة اللغة العربية لذاتها، بل

<<  <  ج:
ص:  >  >>