أن تعتني شتى الهيئات التعليمية في البلاد، بتدريس جميع الثقافات الأسيوية التي دخلت الهند منذ القدم. لأن ضرورة معرفتها للشخص المثقف لا يقل عن ضرورة معرفة الثقافات الغربية التي تسيطر على الحياة العلمية في الهند، وتحتكر الأسواق الثقافية، وتفضي على رغبة الهند في تعلم ثقافات الهند الأصلية، مع أنها أصلح لهم من أية ثقافة أخرى، لأنها تتفق وميولهم الفكرية، وتهتم بالتربية الروحية والتثقيف الأخلاقي، فوق أن دراستها يحيى العزة القومية، وينمى روح الهنود المعنوية، فينبغي أن يبحث مفكرو الهند عما في السنسكريتية والعربية والفارسية والبالية والماجدية من مخلفات علمية، لعل بحثها يهدى إلى كشف ثقافات جديدة مبتكرة، تستمد أصولها من هذه الثقافات التي دخلت الهند، وأثرت فيها، وتأثرت بها، وتشييد حضارة حديثة من مختلف الحضارات التي فعلت في الهند وانفعلت بروح الإقليم. لتحرر العقلية الهندية من سيطرة الفكر الغربى، وتنقذ روح الهند من نفوذ الثقافة الغربية، وتظهر تفوق الهنود في الروحية، كما تهدى دراستها إلى أدراك أسرار السيادة الوطنية ومعرفة وسائل السؤدد القومي، التي تقودها إلى الحرية والاستقلال.
(للكلمة بقية)
عبد العزيز محمد الزكي
مدرس الآداب بمدرسة صلاح الدين الأميرية بكفر الزيات