اقتصادياتها من الإنجليز يجب أن تكفى نفسها بنفسها وتستغني عن خدمات الغرب، وتبادر إلى تنظيم مصانعها الأهلية، وتتخذ من الغزل اليدوي وسيلة لحل مشكلة الفقراء في الهند. إن ثمانين في المائة من سكان الهند فلاحون، لا عمل لهم خلال أربعة شهور من السنة، وعشر الأهلين صناع جياع، بينما الطبقة الوسطى لا تجد كفايتها من الغذاء، وإنجلترا لاهية عن كل ذلك، لا تعمل على معالجة هذه الحالة بل تزيدها سوءاً، فإن المغزل اليدوي هو المنقذ الوحيد للهند من الفقر، فإنه يشغل هؤلاء العاطلين الجائعين ويوفر لهم ملابسهم، ويضمن لهم قوتهم اليومي بتكاليف بسيطة. ولم يرض غاندي أن يدخل النظام الآتي في الهند، ويتلذذ منه وسيلة لحل مشكلة البطالة، لأنه لو يرد أن تصاب الهند بأمراض الغرب المادية، وحارب من مواطنيه من يحرض على إدخال النظام الآلي في الهند، حتى لا يسمح لأصحاب المال بتسخير فقراء الهنود في مصانعهم، التي تدر عليهم الربح الوفير، وخوفاً من أن يصبح قلب الهند من حديد يعبد الآلة التي تدير المصانع، وتجلب المال ذلك الوطن العظيم الذي يقدسه الغرب، بأن الآلة مطية فاحشة ووسيلة شيطانية تسترق الشعوب لحفنة من الناس يستعبدهم المال فيجب حماية الهند من شرها، وإبعاد خطرها عنها، حتى لا يزداد نفر الهنود على ما هو عليه.
ولكي يشمل عدم التعاون والغرب كل شئ، دعا غاندي إلى مقاطعة الطلبة والمعلمين المدارس الأميرية، والجامعات الحكومية، التي في صيانة الإنجليز وقت مراقبتهم مثل جامعة عليكرة الإسلامية، وجامعة خلصا السيخية، وجامعة بنارس الهندوكية، لأنها تهمل دراسة الثقافات الهندية واللغات القومية وتلقن الطلبة ثقافات عقلية، ولغات أوربية، تفسد مشاعرهم الوطنية، وتتلف مزاجهم الشرقي، وتبعدهم عن ثقافتهم الأصلية فشب الهنود يفضلون ثقافات الهند، مع أنها غرست في نفوس ميولا غربية عنهم، وعلمتهم الجدل واللجاجة، وحرمتهم من التربية الخلقية والروحية، التي تصفى القلب، وتطهر النفس. كما نشئوايتكلمون اللغة الإنجليزية، ويجهلون لغاتهم القومية، هذا فضلاً عن تجاهل المدارس الحكومية والجامعات الإنجليزية أهمية العمل اليدوي، وإغفال تدريسه في بلاد ثمانون في المائة من أهلها فلاحون وزراع، وعشرة في المائة منهم صياغ، وينشرون دراسات أدبية، لا تفيدهم في حياتهم، ولا تتفق ومصالحهم، ولا تساعدهم في أعمالهم. ولذلك يرى غاندي