وقال ابن عبد ربه.
ونائح في غصون الأيك أرقني ... وما عنيت بشيء ظل يعنيه
مطوق بخضاب ما يزايله ... حتى تزايله إحدى تراقيه
قد بات يشكو بشجو ما دريت به ... وبت أشكو بشجو ليس يدريه
وقال شيباني وقد طالت غربته في الرأي.
وأرقني بالري نوح حمامة ... فنحت وذو الشوق الغريب ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعة ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفراخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
ألا يا حمام الأيك الفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح؟
أفق لا تنح من غير شئ فإنني ... بكيت زمانا والفؤاد صحيح
ولوعاً فشطت غربة دار زينب ... فها أنا أبكى والفؤاد جريح
وقال ديك الجن.
حمائم ورق في حمى ورق خضر ... لها مقل تجرى الدموع ولا تجرى
تكلفن إسعاد الغريبة أن بكت ... وإن كن لا يدرين كيف جوى الصدر
وقال ابن دريد خرجنا من عمان في سفر لنا فنزلنا في أصل نخلة فنظرت فإذا فاختتان تزقوان في فرعها فقلت.
أقول لورقا وين في فرع نخلة ... وقد طفل الأمساء أو جنح العصر
وقد بسطت هاتى لتلك جناحها ... ومال على هاتيك من هذه النحر
ليهنكما أن لم تراعا بفرقة ... ومادب في تشتيت شملكما الدهر
فلم أر مثلى قطع الشوق قلبه ... على أنه يحكى قساوته الصخر
وقال عبد البر الغساني يخاطب طائراً مغرداً ضم أفراخه إليه.
أعدهن ألحاناً على سمع معرب ... يطارح مرتاحا على القضب معجما
وطر غير مقصوص الجناح مرفها ... مسوغ أشتات الحبوب منعما
مخلى وأفراخا بوكرك نوماً ... ألا ليت أفراخي معي كن نوما
وقال حميد بن ثور الهلالي.