وما هاج هذا الشوق إلا حمامة ... دعت (ساق حر) نزهة وترنما
تغنت على غصني عشاء فلم تدع ... لنائحة من نوحها متألما
إذا حركته الريح أو مال ميلة ... تغنت عليه مائلا ومقوما
قال الجوهري الحمام عند العرب ذوات الأطواق نحو الفواخت والقماري وساق حر والقطا والوراشين وأشباه ذلك وقال الأصمعي إن كل ذات طوق فهي حمام والمراد بالطوق الحمرة والخضرة أو السواد المحيط بعنق الحمامة في طوقها ونقل الأزهري أن الحمام كل ما عب وهدر وإن تفرقت أسماؤه والعب شدة جرع الماء من غير نفس.
وقال ابن سيده يقال في الطائر عب ولا يقال شرب والهدير ترجيع الصوت ومواصلته من غير تقطيع له قال الدميري في (حياة الحيوان) الورشان هو ساق حر وهو ذكر القماري وسمي ساق حر حكاية لصوته.
وقال أمين المعلوف الحمام الكثير في مدن العراق والذي يألف المساجد يدعى الحمام الطوراني ويسمونه في مصر الحمام الأزرق.
وقال ابن سنان.
أتظن الورق في الأيك تغنى ... إنها تضمر حزناً مثل حزني
لا أراك الله نجداً بعدها ... أيها الحادي بها أن لم تجبني
هل تباريني إلى بث الجوى ... في ديار الحي نشوى ذات غصن
هب لها السبق ولكن زادنا ... أننا نبكي عليها وتغني
وقال الأرجاني.
ومما شجاني وقد ودعوا ... بكاء الحمام على ساقها
تنوح على بعد ألافها ... وتظهر مكنون أشواقها
لبسن حداداً ومزقته ... فلم تدخر غير أزياقها
وضاقت صدوراُ بأنفاسها=فغضت مجامع أطواقها
وقد نزفت في الهوى دمعها ... فلم يبق ماء بآماقها
وقال بعض الأعراب.
وقبلي أبكي كل من كان ذا هوى ... هتوف البواكي والديار البلاقع