والطير تخطب شكراً ... على ذرا الأغصان
والقضب تلتف سكراً ... بمائس القضبان
والروض يفتر زهواً ... عن مبسم الأقحوان
والنرجس الغض يرنو ... لو جنة النعمان
وقال الشرقي من قصيدة احتفال الطيور:
ما ترى أيها الحمام الكئيب؟ ... كل شئ حتى الحجارة باسم
كل آن هزيمة وهروب ... أحياة الطيور ملأى هزائم
قال لي وهو خائف مستريب ... الخوافي تهيب بى والقوادم
عجباً كيف يطمئن الأريب ... لأناس تخاف منها البهائم؟
قال السيد علي خان في كتابه (أنوار الربيع في علم البديع) في فصل الاستعارة وكان شديد التهور كثير البطش ذاهباً بنفسه كل مذهب قال ابن سعيد صاحب القدح المعلى سمعته مرة وهو في محفل يقول يقيمون القيامة لحبيب والبحتري والمتنبي، وفى عصركم من يهتدي إلى ما لم يهتدوا إليه، فأهوى له شخص له قحة وإقدام فقال: يا أبا جعفر فأرنا برهان ذلك ما أضنك تعنى إلا نفسك. قال نعم ولم لا؟ وأنا الذي أقول ما لم يتنبه له متقدم ولا يهتدي لمثله متأخر.
يا هل ترى أظرف من يومنا ... قلّد جيد الأفق طوق العقيق
وأنطق الورق بعيدانها ... مرقصة كل قضيب وريق
والشمس لا تشرب خمر الندى ... في الروض إلا بكؤوس الشقيق
فلم ينصفوه في الاستحسان، وردوه من الغيظ إلى أضيق مكان. فقلت له ياسيدى هذا هو السحر الحلال فبالله إلا مازدتنى من هذا النمط فأنشد:
أدرها فالسماء بدت عروساً ... مضمحة الملابس بالغوالي
وخد الروض أحمره صقيل ... وجفن النهر كحل بالظلال
وجيد الغصن يشرق في لآل ... تضئ بهن أكناف الليالي
فقلت زد وعد، فعاد والارتياح قد ملك عطفه، والتيه قد رفع أنفه، وأنشد:
لله نهر عندما زرته ... عاين طرفي منه سحراً حلال