وقال ابن خفاجة:
وإراكة سجع الهديل بفرعها ... والصبح يسفر عن جبين نهار
هزت له أعطافها ولربما ... خلعت عليه ملاءة الأنوار
وقال ابن وكيع:
غرد الطير فنبه من نعس ... وأدر كأسك فالعيش خلس
سل سيف الفجر من غمد الدجى ... وتعرى الصبح من ثوب الغلس
وقال أبو الحسن المجريطي:
ألا حبذا نوح الحمامة سحرة ... وقد شق جيب الليل عن لبة الفجر
وسال نجيع الفجر من ثغرة الدجى ... وخمش ثكل الليل من صفحة البدر
وقال السري الرفاء:
وصاحب يقدح لي ... نار السرور بالدح
في روضة لبست ... من لؤلؤ الطل سبح
يألفني حمامها ... مغتبقاً ومصطبح
أوقظه بالعزف أو ... يوقظني إذا صدح
والجو في ممسك ... طرازه قوس قدح
يبكي بلا حزن كما ... يضحك من غير فرح
غير أن المعري يتردد في شكوكه قائلا:
أبكت تلكم الحمامة أم غن - ت على فرع غصنها المياد؟
وقد أصاب في تشككه وعدم اعتباره غنائها نواحاً كما ظن كثير من الشعراء ولكنه فاته أن الغناء من الذكور وليس من الإناث كما أوضح ذلك دارون وعلماء الطبيعة الآخرون إلا إذا اعتبرنا التأنيث هنا لفظياً قال في المنجد الحمام طائر معروف والواحدة حمامة ويقال حمامة للذكر والأنثى لأن الهاء هنا ليس للتأنيث بل للدلالة على أنه واحد من جنس وربما قالوا حمام للواحد جمعه حمائم وحمامات.
وقال بعض الأندلسيين:
انظر إلى النهر فيها ... ينساب كالأفعوان