للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لخزانة الإذاعة، فإن الطالب يكتفي بجنيه واحد تدفعه إلى بدلا من عشرة لأحد الكبار الذين لن يغضبهم أن ينتفع أبناؤهم مهما كانت تضحيتهم.

وهذا الاقتراح أقدمه بالمجان لإدارة الإذاعة، فلا أكلفها ما يتقاضاه منها عضو بالمجلس الأعلى لقاء جلسة يقترح فيها مثل هذا الاقتراح، وهذه فائدة مادية ثانية للإذاعة. ومن الله الأجر والثواب.

ارسمي شجرة الزقوم:

نشرت جريدة (الأساس) مقالا بتوقيع (أمين صفوت) حمل فيه على صعوبة الامتحانات، وأورد أمثلة من الأسئلة الصعبة، منها سؤال في الرسم لطالبات السنة الثانية بالمدرسة السنية، نصه:

(بسم الله الرحمن الرحيم. أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين. إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم. طلعها كأنه رءوس الشياطين. فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون. ثم إن لهم عليها لشوباً من حميم. ثم إن مرجعهم لا إلى الجحيم. . .

(ارسمي ما تتخيلينه بعد قراءة الآيات السابقة عن الجحيم وشجرة الزقوم وعذاب المجرمين في الآخرة).

فماذا يتخيل هؤلاء الطالبات المسكينات عن الجحيم وشجرة الزقوم وما عليها من رءوس الشياطين؟ إنه لخيال لو قرأناه في (رسالة الغفران) لأبي العلاء المعري، أو في (الكوميديا الإلهية) لدانتي اللاجيري - لعددناه من الإعجاز الأدبي، فما بالك بطالبات في أول المرحلة الثانوية يطالبن بهذا الخيال وبرسمه؟.

ويدافع بعض أساتذة الرسم عن مثل هذه الأسئلة بما هو أعجب منها، فيقولون إنهم لا يريدون أن يقفوا بفن الرسم عند (القلة والزير) وإنما يريدون أن يرضوا الطلاب على التعبير عن العواطف وتصوير الانفعالات، أو هم يريدون على الحقيقة أن يأتي الناشئون بالخوارق والمعجزات فيصورون عالم الغيب غير مكتفين بعالم الشهادة. . .

ولو أن هذا النمط من الأسئلة أو من تعليم الرسم، يؤخذ به طلاب تحققت لديهم الميول الفنية، لهان الأمر؛ ولكنهم في تعليم عام يحتشد فيه الجميع من ذوي الميول والاستعدادات المختلفة، وليس يطلب من جميعهم أن يكونوا فنانين في الرسم مقتدرين على التعبير

<<  <  ج:
ص:  >  >>