للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والتصوير، بل يكفي في هذا التعليم العام أن تفرض الأصول والخطوط الأولى في الرسم. وليس تكليف الناشئ العادي أن يكون فناناً معبراً في الرسم، إلا كمطالبته بإنشاء قصيدة من الشعر أو كتابة موضوع من الأدب الرفيع أو قصة من القصص الإنساني، وليس كل ذلك إلا كمطالبته بإضافة أو وضع نظرية في في العلوم الطبيعية، وقل مثل ذلك في سائر ما يتلقاه من العلوم والفنون.

أما بعد فقد سمعنا أن مشيخة الأزهر ستنشئ معهداً للبنات، وإني أشير عليها أن تستعير من المدرسة السنية الأستاذ الفاضل الذي وضع سؤال (شجرة الزقوم) وتسند إليه تدريس (رسم مشاهد القيامة) لبنات المعهد الأزهري لأنهن سيكن، بمشيئة الله، أقدر من تلميذات السنية على الخيال المستمد من آيات القرآن الكريم.

وهذه الصحافة:

ذكرت في الأسبوع الماضي أن أعضاء اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية، اشتكوا في أثناء الاجتماع الذي نظروا فيه مسألة ترقية السينما العربية من أن الأفلام العربية ليست في المستوى الراقي الذي ينشد منها وأنها تنافى أحياناً الأخلاق العامة والمبادئ القويمة، ورجوا توصية الحكومات العربية لإصلاح هذا النقص.

ولست أرى تدخل الحكومات في ذلك مجدياً أو ناجعاً إلا أن يكون (تأميما) وأن يكون لدى الحكومة فنيون قادرون مخلصون للعمل، يستطيعون أن يقوموا بتنفيذ هذا التأميم على الوجه المنشود. أما بغير ذلك فإن عمل الحكومة المباشر لا يتعدى حذف ما ينافي الأخلاق والآداب العامة وهاهي وزارة الشؤون الاجتماعية تؤلف اللجان للنهوض بالسينما، فتجتمع وتنفض، وتنظر وتقرر، وكل شئ في السينما كما هو: أفلام بلا موضوع، وقصص تجرد من قبعاتها، وتسلية فارغة، ومجون مسف. . الخ.

ولست أدعو إلى تأميم السينما، فلست الحال ملائمة له، وإنما أريد أن أقول إن الجمهور - من حيث إقباله أو إعراضه - هو أهم عامل في ترقية السينما أو استمرار تفاهتها وسخفها. وقد ثار الرأي العام المستنير على هذه الأفلام، وبدأ الجمهور يعرض عنها إعراضاً يدخل فيه الوعي والملل من تكرر الحوادث المتشابهة، إلى جانب سوء المعيشة. وأحس السينمائيون بكل ذلك إحساساً يرجى أن يؤدى إلى الأخذ في التحسن.

<<  <  ج:
ص:  >  >>