للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ثم لأنتقل بعد ذلك إلى شئ آخر غير الأفلام التي شكا منها أعضاء اللجنة الثقافية كما يشكو منها الجميع، ذلك الشيء هو نوع من الصحافة عندنا، أقرنه بتلك الأفلام لأنه يماثلها في أن كلا منها (دون المستوى الراقي الذي ينشد منه، وأنه ينافى أحياناً الأخلاق العامة والمبادئ القويمة) وأقصد هذه المجلات التي لا ترمي إلا إلى كسب القراء عن طريق التسلية الفارغة والمجون المسف كالأفلام حذواً. . . فكل شئ يكتب للترفيه الخاوي والإضحاك الهابط، ولا شئ وراء هذا أو ذاك من متعة فنية أو ثقافة نافعة، وفتيات هذه المجلات لا تقل إغراء ولا فتنة عن كواكب تلك الأفلام، وكثيراً ما تكون هذه هي تلك. . .

وإني أسأل بعد ذلك، وأنا أنظر إلى من خلف هذه الصحف من المخرجين والمشرفين عليها: ما هي رسالتهم؟ ويقف السؤال مشفقاً من استخذاء الجواب. . . فكل ما يبغون هو الربح المادي، أي أنه ليس لهم رسالة ثقافية أو فنية أو إصلاحية. وننظر إلى الوراء فنعبر السنين الماضية لنرى ما كانت عليه الصحافة من قبل، كان كل من يصدر صحيفة أو مجلة لا بد أن يرمي إلى غاية من تلك الغايات ولو مكرها بدافع الحياء من الناس. . . وحتى المجلات الفكاهية كانت ذات موضوع، فلم يكن هزلها خالياً من الأهداف الجدية.

وقد تقدمت الصحافة اليوم تقدما كبيراً يغتبط له وإن كان فيه ما يؤسف، وهو ما يشغل بعض الصفحات من الهذيان الذي يقدم منسوباً إلى الآداب والفنون، ثم ذلك اللون التافه المسف من المجلات التي لا غاية لها تحمد عليها.

وقد ثار المستنيرون على هذه الأفلام وازور الجمهور عنها. وهذه الصحافة لا تقل عن تلك الأفلام جدارة بالشكوى منها. . . فمتى تنال من الاستنكار والإعراض ما يجعلها تحس إحساساً يؤدي إلى الأخذ في التحسن؟.

اللجنة الثقافية واليونسكو:

ختمت اللجنة الثقافية للجامعة العربية اجتماعاتها بلبنان يوم الأربعاء الماضي، وتوجه على أثر ذلك إلى دمش أعضاء الوفد المصري في اللجنة برياسة الأستاذ محمد شفيق غربال بك، تلبية لدعوة وزارة المعارف السورية، وعاد الوفد بعد ذلك إلى مصر.

وقد أتيت في الأسبوع الماضي بأهم قرارات اللجنة في الشؤون الثقافية العربية، وكنت ذكرت قبل أن ستعرض على اللجنة في اجتماعها بلبنان مسألة موقف الدول العربية من

<<  <  ج:
ص:  >  >>