مؤتمر اليونسكو وما يلابسه من طلب تأجيله وسعى اليهود للاشتراك فيه. وأذكر اليوم أن اللجنة رأت أن تسير في طريق الإعداد للمؤتمر، فدرست المسائل التي تتعلق باجتماعه في بيروت وأقرت خطة المساهمة فيه وتنظيم مظاهر النشاط الثقافي والعلمي والأدبي والفني الذي سيصحب المؤتمر طوال مدة اجتماعه، ويطلق على هذه المدة (شهر اليونسكو).
ثم اتخذت اللجة قراراً يقضي بتأييد الحكومة اللبنانية في تمسكها بعقد المؤتمر ببيروت في موعده المحدد في أكتوبر القادم. ومن مصر كتب معالي السنهوري باشا وزير المعارف إلى سفير مصر في فرنسا أن يطلب باسم الحكومة المصرية مؤازرة الحكومة اللبنانية في خطتها بشأن عدم تأخير عقد مؤتمر اليونسكو عن موعده الأصلي وعدم تغيير بيروت كمقر للمؤتمر.
ولا يسع المتتبع للظروف المحيطة بهذا الموضوع إلا أن يتساءل: هل يجتمع مؤتمر اليونسكو حقاً بلبنان في موعده الأصلي؟ ويبعث على هذا التساؤل ما قرره المجلس التنفيذي لليونسكو بباريس من قبول إسرائيل المزعومة في مؤتمر لبنان بصفة عضو مراقب إذا طلبت ذلك. . . وهي لا بد ستطلب. ولن يقبل العرب الاشتراك في المؤتمر وفيه الصهيونيون بأي صفة من الصفات؟ لذلك يبدي بعض أعضاء اللجنة الثقافية شكه في أن يتم اجتماع اليونسكو في لبنان ما دامت المشكلة الفلسطينية قائمة.
طلائع الأدب في الحجاز:
وقع في يدي أخيراً كتاب (أريد أن أرى الله) فسررت به، لأنه كتاب واحد من إخواننا أدباء الشباب بالحجاز، وما أخال أدباء الحجاز إلا شباباً. أولئك الذين وجدت البذور الكامنة في تلك البلاد منافذ في ثقافتهم الحديثة، فنبتت وترعرعت، وجعلت تبهر الأنظار بما تؤتي من الثمرات الطيبات.
ومن أولئك الشباب الأستاذ أحمد عبد الغفور عطار صاحب كتاب (أريد أن أرى الله) وهو مجموعة أقاصيص يفتح بها باباً جديداً في الأدب الحجازي الحديث. وتحتوي هذه المجموعة على قصتين اختار أولاهما وهي (أريد أن أرى الله) من قصص تولستوي، والثانية من تاجوو. ثم خمس قصص مؤلفة بدت فيها موهبته وقدرته على العرض والتحليل، وتبدو في هذه القصص صور ظريفة من البيئة المحلية، رسمها المؤلف بدقة،