للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأشاع فيها كثيراً من الظرف والدعابة.

ليس المقام للاسترسال في الحديث عن تلك القصص، وإنما أريد أن أعبر عن اغتباطي بنفحة من نفحات الحجاز.

من طرف المجالس:

أقبل صاحبنا فاتراً، وأخذ مجلسه متهالكا، ثم أرسل الصعداء. . .

- مالك؟

- محاضرة!

- ألست قد فرغت من إعدادها؟

- أتظن أني أعد محاضرة لألقيها؟ كلا، لقد ألقيت علىّ محاضرة. . . صبت علىّ. . . إنني أعلم وقع هذه المحاضرات التي يحسب أصحابها أن ما يقولونه لا يعلمه إلا هم، فيبدءون ويعيدون، ويطيلون ويثقلون، ولا يحسبون حساباً لما يشعر به السامعون من ملل وأسف لضياع الوقت. ولا أطيل عليكم كما يطيلون، فقد رأيت بالأهرام أن الدكتور فلان سيلقي محاضرة بنادي كذا. ولست سريعاً إلى تلبية الدعوات إلى المحاضرات. ولكن الدكتور فلان محدث طلي صاحب فكرة، وهو صديقنا، فذهبت لألقاه هناك وأستمع إليه ساعة. فما راعني إلا اعتذاره من عدم الحضور وقيام أحد الحاضرين ليحل محله. وانهال علينا المحاضر (المتطوع) فأطال وأمل، وأنا أتململ. . . ومنعني الحياء أن أغادر المكان. وهكذا وقعت في الفخ، ومن مأمني أتيت. . .

قال له أحد الجلساء: تعيش وتسمع غيرها!

وقال آخر: لقد كانت إذن محاضرة (مبرحة)!

عباس خضر

<<  <  ج:
ص:  >  >>