بالماء. . . فدعينا نلم بجلية الأمر في إسهاب. . . تكرمي بالوقوف). . .
فما إن همت قائمة، حتى لاحت في قبعتها كعمود شاهق، وطفقت تجأر بقصتها في صوت ترسله على مهل:
بينما كنت أقشر الفول. . . دلفا من الباب معاً. . . فحدثت نفسي (إن الشر يزمهر في عيونها. . . ما أقبلا إلا لسوء، وما أضمرا سوى الغدر. . . سأمسك حذري منهما) ومكثا يختلسان إلى نظرات شذراء. . . وعلى الأخص (كورني) الذي لا يفتأ يشوب الحول عينيه. . . فأحسست لمرآهما معاً بالكمد يخذني والحسرة تمضني فما كان أحدهما ممن يشرف المرء ويثير زهوه!.
ولم ألبث أن قلت لهما (ماذا وراءكما؟!) فما نبس أحدهما ببنت شفه، بل ظل سادراً في صمته. . . مما دفع الريبة إلى قلبي،
وهاج الظنون في نفسي!. . .)
فصاح (برومنت) المتهم في حرد وجفاء:
- (لقد كنت أترنح وأنا سليب الوعي!. . .) فألقى (كورني) بطرفه إلى شريكه في الإثم، وقال له فس صوت عميق كأنه عزيف الأرغن:
- (ما كنت مجانفاً للحق. . . لو قلت كلانا كان مترنحاً سليب الوعي!. . .)
فانتهره القاضي في عنف ودهشة:
- (أو تقولان أنكما كنتما ثملين مخمورين؟!. . .)
برومنت - (وهل في ذلك من حرج؟!. . .)
كورني - (إنه يقع لكل البشر!.)
فكظم القاضي غيظه، وهو يروم الشاهدة:
- (ناشدتك الله. . . صلي ما انقطع من روايتك. . . أيتها السيدة الفضلى!.) فعادت المرأة تقول في صوتها الأجش وهي ترسله في تؤدة وعلى مهل:
- (ثم سألني برومنت (هل لك في خمسة فرنكات؟!) فوافقته على سؤله. . . لأنك لم تعثر على خمسة فرنكات تحت كل أيكة تصادفها. . . فما لبث أن قال لي (هلمي معي. . . وسوف أريك ما تفعلين!. . .) ثم مضى حيناً. . . وعاد يدفع أمامه (البرميل) الضخم الذي