تزخر به نفوسنا من الحياء. . مع ما في ذلك من خسارة لي. . . فلما بارحت (البرميل). . . مرقت من بين أيدينا، وأطلقت لساقيها العنان تسابق الريح. . . فصحت مشدوهاً (وي؟. . . برومنت. . . إنها تفر منا؟. . .) فأجابني في صوت هادئ: (لا تحفل بأمرها. . . فلسوف تنكص على عقبيها سريعاً. . فأمسك بها لك في هوادة. . . دعنا نحسب النقص!. . .)
وانطلق السجين في ضحك يهزه هزاً عنيفاً. . حتى ربث على ظهره جنديه الحارس في رفق. . . فثاب إلى هدوئه وفاء إلى سكينته، ثم استأنف حديثه:
(وصفوة القول. . لم تأت الأمور على ما يشتهي برومنت، فصايحنا، ودوي صراخنا!. . ثم تعطلت لغة العلام، فأمسك كل من بتلابيب الآخر يروم ضربه، وطرحه على الأرض. . كنا سكارى. . . فحسبنا أن عراكنا سيدوم إلى يوم الحشد!. . . حتى فرق بيننا صاحب الشرطة. . وقبض على كل منا وزج به السجن. . وإني لأطالب بالتعويض عما لحقني!. .)
وارتد (كورني) إلى مقعده. . . فتهاوى عليه. . . وكان (برومنت) يومئ برأسه بين الفينة والفينة مؤيداً شريكه. . . معززاً لما جرى على لسانه.
وغاب المحلفون ساعة يقلبون الرأي في روية، ويهيئون الحكم عن سداد. . . وقد اكتنفتهم الحيرة. . . ثم أعلنوا للملأ براءة كلا السجينين. . . ولكنهم قرنوا ذلك بحد. . . هو أن الزواج رباط مقدس لا يبيح صفقات التجارة، ولا يحل فيه البيع والشراء!.
وانطلق (برومنت) إلى عش الزوجية، وزوجته في رفقته! وعاد (كورني) طليقاً إلى حانوته!. . .