كان يساومني كأنه يبيعني إحدى خنازيره، وإنه لبارع قدير على بضاعته. . هه. . هه. . قلت له (: إن كانت شابة فتية فلسوف أغضى ولا أبالي. . أما إن كانت أخت عجز لطول ما أبليتها وأخلقت جدتها. . فما أدفع فيها سوى ألفاً وخمسمائة للمتر المكعب ولن تمس دانقاً مزيداً عليها أو ترضى؟) فارتفع صوته هادئاً رضيت!. هيا نتصافح. .)
فهززت يده شداً على العهد. . وانطلقت متأبطاً ذراعه. . لا بد للإنسان في زحمة الحياة الشقية وموكبها الصاخب أن يمد يد العون لأخيه الإنسان!. . بيد أني ما لبثت أن أغرقت في الحيرة وفاض بي الدهش!!. فانقلبت أسأله:(كيف تسعى لكيلها؟. وما هي بسائل!. . لسوف يعييننا أمرها!.).
فإبان لي عن خاطر ما كان يتجلى من عقل ثقلت عليه وطأة الخمر. وشاعت في صفائه شوائب الثمل. قال:(سآتي ببرميل. ونملأه حتى يطفح منه الماء. . ثم نضعها فيه. . ونقدر ما ينسكب من الماء. . فهو جرمها.) فهتفت في إعجاب: (إنه رأي سديد. وفكرة صائبة!. . ولكن كيف نقدر ما ينسكب من الماء، وما يتناثر من الرشاش؟. ولسنا له بحاصرين!).
فرماني بالغباء، ودعاني بالسخف. وأخبرني أن كل ما نفعله هو أن نملأ (البرميل) تارة أخرى. . بعد أن ننتشل امرأته، ثم نقدر ما نضيفه من الماء بعد ذلك!. إن كان عشرة دلاء فإن نظيرها متر مكعب!. أه. ليس ثم في الوجود أمرؤ أحدّ ذكاء وأمضي فطنة من هذا اللئيم، والخمر ناشبة في رأسه، جاثمة على عقله!. .
وصفوة القول. . . اتخذنا سبيلنا إلى بيته. . . فلما وقع طرفي على المرأة. . . رحت أحدق فيها وأنقضها ببصري في نظرات فاحصة. . . لم تكن على مسحة من الجمال. . . وهاهي ذي أمامكم. . . فنظروها. . وحدثت نفسي. . (لا عليك)!. . . سواء تفيض ملاحة وتسيل قبحاً. فإنهن يؤدين جميعاً الغاية المنشودة!. . .) أليس كذلك يا صاحب السعادة؟!. . . كما أنها كانت عجفاء ضامرة الجسد كأنها العصا اليابسة. . . فساورني خاطر (أنها لن تجاوز أربع لترات!. . .) إني خبير بهذه الأمور. . . فهي سر مهنتي!. . .
وقدمت لكم ما حدث. . لم نجردها من قميصها وجوربها، لما تعمر به قلوبنا من الورع، وما