للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جلال الدين في الحث على مواصلة الجهاد، والاستمرار في السعي إلى كعبة الوصل: (في كل صباح يأتيك صوت من السماء ينادي، إذا أنت نفضت غبار الطريق، فستنطلق إلى هدفك المقصود) ويقول: و (في الطريق إلى كعبة الوصل أنظر تجد في كل ايكة من الشوك ألوفاً من قتلى الشوق ضحوا بحياتهم ببسالة) ويقول: (ألوف سقطوا صرعى على هذا الطريق دون أن يصل إليهم نسيم من عطر الوصل كدليل من جوار الصديق).

هؤلاء هم الذين أضجرهم طول الطريق، ولم يصبروا على مكارهها فذهبت حياتهم قبل أن يبلغوا الهدف الأسمى من كعبة الوصل ونعمة القربى من ملكوت ذي الجلال.

فجلال الدين الرومي صوفي حلولي، وفوق ذلك هو من أعظم الفنانين بإشراق ديباجته، ووضوح خياله، وإبراز معانيه. وهو أول من أنشأ الذكر الصوفي الذي يؤدي على نغمات الناي، والذي نظم له من الشعر الشيء الكثير، وتسمى طريقته (المولوية) وأساسها الحب الإلهي ومبدأها التفاني في حب الله.

وتوفى جلال الدين سنة ٦٧٣ بعد الهجرة بقونية ودفن بها. ولم يقتصر مشيعو رفاته وأرثوه على المسلمين بل كان من بينهم المسيحيون وغيرهم.

(أسيوط)

عبد الموجود عبد الحافظ

<<  <  ج:
ص:  >  >>