عاشوا بأدبهم وفنهم مع الشعب، أخذوا منه موضوعاتهم، ولم يبعدوا عنه بالأداء، بل جذبوه بالطلاوة والسهولة، والروح التي يشعر بها ويجدها فيهم. لم يترفعوا عليه، ولم يبتذلوا بالنزول إليه.
وحظ الوطن بأولئك الثلاثة وإن كان كبير القيمة إلا أنه قليل العدد، لأنهم ثلاثة من عشرات الأدباء والفنانين البارزين، وهذا مع حاجة الوطن إلى ما يلائم العصر من لون إنتاجهم الديمقراطي في الأدب والفن.
شهر اليونسكو:
أشرت في الأسبوع الماضي إلى الخطة التي وضعتها اللجنة الثقافية لجامعة الدول العربية لتنظيم مظاهر النشاط الثقافي والعلمي والأدبي والفني في خلال المدة التي يجتمع فيها مؤتمر اليونسكو ببيروت والتي يطلق عليها (شهر اليونسكو).
وأذكر اليوم أهم مقترحات اللجنة التي ألفت لتنظيم شهر اليونسكو، وقد تمت الموافقة عليها:
تدعو اللجنة الثقافية جميع الحكومات العربية لمشاركة لبنان في تنظيم المعارض والحفلات الفنية وسواها من المظاهر الفكرية والثقافية التي ستقام في بيروت أثناء أنعقاد مؤتمر اليونسكو بها. وتعد الحكومة اللبنانية معرضاً علمياً يمكن نقله بعد أنتهاء المؤتمر إلى أي بلد عربي يرغب في ذلك. ويقام معرض تشترك فيه جميع الدول العربية يقسم إلى ثلاثة أجنحة، جناح للتربية، وجناح للفنون، وجناح للمطبوعات والمخطوطات والصحافة العربية.
وتنظم الحكومة اللبنانية سلسلة من ثماني محاضرات تلقى بالفرنسية أو الإنجليزية؛ وتختار - إذا أمكن - محاضرين عن كل قطر عربي بالاتفاق بينها وبين الحكومات لموضوعي الحضارة العربية، والنهضة الحديثة في الشرق العربي.
وتقرر إحياء ليلتين عربيتين بالموسيقى والغناء والرقص، تحيي لبنان واحدة، وتشترك البلدان العربية في إحياء الثانية. وتنظم الحكومة المصرية حفلة مسرحية، وتعرض بعض الأفلام العربية الجيدة التي تصور مظاهر الحياة العامة في الشرق العربي. وطلبت الحكومة اللبنانية بوساطة اليونسكو بعض الأفلام العلمية والتربوية والثقافية من أوربا وأمريكا.