للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعودوا يقنعون بتقسيم فلسطين، وإنما يطمعون في كل موضع يحتلونه، وخاصة بعد أن ما رأوا أن الدولة الثعلبة العظمى قد انقلبت من الحياد الماكر إلى جانب التقسيم الصريح، فقوى ظهرهم حتى في مصر، فصار النعاج منهم ذئباً! ذلك أن إرهابيين تسللوا من صهيون إلى مصر وجعلوا يلقنون هؤلاء النعاج العزرائيين دروس الإرهاب والخطف والغدر والتحدي، فخطفوا ثلاثة من رجال البوليس وحبسوهم في معبدهم بحارة اليهود. وجرؤ بعضهم فأطلقوا المسدسات على الحكمدار!

هذه جراءة لم نعهدها من جبناء اليهود الأنذال قبل اليوم!

فماذا جد حتى صارت لهم هذه الجرأة والوقاحة؟!.

لعل وحياً جاءهم من قصر شايو في باريس أن دولة عزرائيل صارت سيدة دول الشرق فتنمروا وتنمردوا!

وإذا كانوا الآن - ولا دولة لهم - يستفحل أمرهم وشرهم هذا الاستفحال، فما عسى أن يكون إن مصر وقنصل وبنك، وصار اهم حاضرة أنيقة على ظهر جبل المقطم، وصارت موطن ملاه ولعب ورقص وشرب ونصب، وكان فيها حسان يلعبن بقلوب الكهول والفتيان، ويستخدمن نفوذ الأكابر والأعيان، فإذا بلغوا هذا المبلغ، فأي حال يكون حالهم، وعلى أي شكل يتغطرسون، وفي أي واد يهيمون، وفي أي سماء يسبحون، وقانا الله شر هذا الفجور!

ترى هل تقتص حكومتنا السنية من هؤلاء الأرذال المتحصنين في حارة اليهود القذرة؟ وتؤدب هؤلاء الأنذال وتقي المدينة شرهم وتقمع فتنتهم، فهم على قلتهم وضعفهم قد أنشأوا شبه حكومة لهم في حارتهم الحقيرة وأقاموا لهم فيها حرساً يمنع مرور الناس، وأن غلط أحد المارة ودخل معقلهم الحقير (بهدلوه) واعتقلوه وضربوه وربما قتلوه!!.

وهم على ضعتهم أشعلوه ثورة كادت تنتشر كالنار في الهشيم، وهم مسلحون بالأسلحة الحديثة وبالقنابل والمتفجرات لا يهابون قانوناً ولا يخشون بوليساً ولا يوقرون حكومة!

فإذا كانت الحكومة لا تحرم عليهم صنع المتفجرات حتى على الصبيانية منها، ولا تطرد الخطرين منهم، كانوا خطراً على الأمن ومبعثاً للقلاقل في البلاد!

نرجو ألا تغض الحكومة النظر عنهم كما غضت هيئة الأمم النظر عن قتلة برنادوت!

لقد قتل برنادوت ودفن جسمه وأسمه، ودفنت معه هيبة هيئة الأمم، وأصبح خذلان مجلس

<<  <  ج:
ص:  >  >>