ولتحقيق الغرض الأول، أستدعى أحد أبناء العباسيين إلى القاهرة، ونصبه خليفة، ولقبه (المستنصر بالله) وبقيت هذه الخلافة العباسية في مصر حتى فتحها العثمانيون.
ولتحقيق الغرض الثاني سار على رأس جيش كبير وعبر نهر الفرات على ظهور الخيل، وأوقع بالمغول هزيمة شنيعة، وطردهم من تلك الأصقاع.
يئس المغول من التغلب وحدهم على مصر، فأخذوا يراسلون (بابا) روما، وملوك أوربا، لإرسال حملة صليبية، تشاركهم في محاربة المصريين، وكان ذلك في أيام السلطان (قلاوون)(١٢٧٧ - ١٢٧٠) فسار إلى المغول وهزمهم هزيمة منكرة عند (حمص) لا تقل عن هزيمتهم في (عين جالوت) كما أن السلطان خليل بن قلاوون قد حارب المغول واستولى على كثير من قلاعهم، وبذلك قضى على الخطر المغولي المهدد لمصر قضاء تاماً.
(ج) الحشاشون أو الباطنيون: أسس مذهبهم الحسن الصباح في أوائل القرن الثاني عشر، وكانوا فرقة إرهابية في بلاد الشام، لها حصون ومعاقل منيعة، تمتد من خراسان إلى سواحل بلاد الشام، وتعيث في الأرض فساداً، وكانوا كما يقول أحد المؤرخين (أداة رائعة للقدر كالوباء والحرب، كارثة على الملوك الضعفاء والشعوب المنحلة).
وكم سفكوا من دماء بريئة، وعاثوا في الأرض فساداًن وتآمروا بملوك وسلاطين مع ترويج لعقيدتهم الزائفة التي يقول فيها الإمام الغزالي (مذهب ظاهره الرفض، وباطنه الكفر المحض، ومفتحه حصر مدارك العلوم، في قول الإمام المعصوم، وعزل العقول عن أن تكون مدركة للحق، لما يعثريها من الشبهات، ويتطرق إليه النظار من الخلافات، وإيجاب طلب الحق بطريق التعليم والتعلم، وأن كل زمان فلا بد منه فيه من إمام معصوم يرجع إليه فيما يستبهم من الدين. والمنقول عنهم الإباحة المطلقة، ورفع الحجاب، واستباحة المحظورات واستحلالها، وإنكار الشرائع).
أتخذ هؤلاء الأشرار عاصمتهم (حصن مصياب) في بلاد الشام بالقرب من طرابلس، وحاولوا غير مرة قتل صلاح الدين وتحالفوا مع الصليبيين على المسلمين، وظلوا في شرورهم المادية والمعنوية، عوامل هدم للدنيا والدين، إلى أن سير الظاهر بيبرس حملة إلى بلادهم سنة ١٢٦٩ حاصرت قلاعهم وأقتحمهما وفتحت (حصن مصياب) ومزقت