للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الشعب. ومما يدل على ما وصل اليه عز الدين من النفوذ ما يروي من أنه لما مرت جنازته تحت القلعة، وشاهد الملك الظاهر كثرة الخلق الذين معها قال لبعض خواصه: الآن أستقر أمري في الملك؛ لأن هذا الشيخ لو أمر الناس في بما أراد لبادروا إلى امتثال أمره.

ولعز الدين بن عبد السلام مؤلفات في الفقه والتفسير والحديث وعلم الكلام والتصوف.

ففي الفقه له كتاب القواعد الكبرى الذي قال عنه تاج التراجم: ليس لأحد مثله. وقال عنه السبكي: هذا الكتاب وكتاب مجاز القرآن شاهدان بإمامته وعظيم منزلته في علوم الشريعة. وأختصر القواعد الكبرى في قواعد صغرى. وله في الفقه ايضاً كتاب الغاية في أختصار النهاية. وكتاب الإمام في أدلة الأحكام، والفتاوي الموصلية، والفتاوي المصرية، وهي مجموع مشتمل على فنون من المسائل والفوائد.

وله في التفسير كتاب سماه بحار القرآن (بدار الكتب رقم ٣٢ تفسير) ورسالة تسمى فوائد العز بن عبد السلام وهي اسئلة وأجوبة متعلقة بالقرآن الكريم (مخطوطة بدار الكتب رقم ٧٧م تفسير) وأخرى دعاها كشف الاشكالات عن بعض الآيات، وهي أجوبة عن أسئلة مشكلة في آيات من القرآن الكريم (مخطوطة بدار الكتب رقم ٨٣٦ تفسير).

وأختصر في الحديث صحيح مسلم.

ووضع في علوم الكلام كتاب الفرق بين الإيمان والاسلام، وكتاب بداية السول في تفضيل الرسول.

وفي التصوف - وكانت له يد طولي فيه - ألف بيان أحوال الناس يوم القيامة، وفوائد البلوى والمحن، وكتاب حل الرموز ومفاتيح الكنوز تكلم فيه عن بعض أحاديث وألفاظ من كلام القوم، وكتاب مسائل الطريقة في علم الحقيقة.

ولم يترك عز الدين كتباً فحسب، ولكنه ترك تلاميذ صاروا من أعلام الأئمة، ومن نوابغ العلماء، نذكر منهم أبن دقيق العيد، وهو الذي لقب استاذه بسلطان العلماء، وعلاء الدين الباجي، والحافظ الدمياطي والدشناوي، وهبة الله القفطي.

أما أخلاقه فأظهرها الصلابة في الحق والجهر به، يحاسب غيره عليه ويحاسب نفسه، ولا يمنعه من الرجوع إلى الحق الخوف من أن يقال أخطأ؛ فقد أفتى مرة يشئ، ثم ظهر أنه أخطأ، فنادى في مصر والقاهرة على نفسه: من أفتى له أبن عبد السلام بكذا، فلا يعمل به

<<  <  ج:
ص:  >  >>