للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأى شاباً ممسكاً للشباك، وهو يبكي والناس حوله يهدون الفواتح للسيد، فإذا هو ليده ممسك مقيد، فسأل الشيخ عن قصته، فأخبر أنه سرق حمارة، ففطن به، فأنكر، فأتى به إلى الشيخ لعله يتوب، فوضع يده على الشباك ليحلف، فأمسك الشيخ بيده فتاب وبكى، فلم يطلق إلا بعد ساعتين أو أكثر حتى شفع فيه جميع من حضر. وبات ليلته وجاءه الأخ محمد بما تيسر من المزاد، وحضر الشيخ محمد الأسقاطي بالدواب فتوجه معه إلى أن لحقوا بالشيخ محمد البديري، ونزل قريباً من زاوية الشناوي، وما زالوا يسيرون حتى وصولوا المحلة الكبرى، ونزل الشيخ في وكالة الحرير، وكان الشيخ احمد الأسقاطي نزل عند محب قديم يقال له الحاج إبراهيم رضوان فأرسل ولده يستدعي الشيخ، فذهب وبات عنده. وفي الصباح توجه يوم الخميس إلى قرية (سمنود) وركب والشيخ أحمد في قياسه حتى وصل (المنصورة) وقصد زيارة الشيخ عبد الله الرفاعي، وبعد صلاة العشاء أقلع والريح غير مريح، فوصل قبل دخول صلاة الجمعة إلى (سربين) وبعد الصلاة زار مقام سيدي شمس الدين محمد الشربيني. وسأله الشيخ يوسف الزين شقيق الشيخ محمد الحفناوي تخميس بيتين ففعل.

ولما وصل (فارس كور) توجه إلى زيارة الشيخ أبي مدين الحدادي، وكانت ليلة مولده يسعون إليه من كل نادي، فقرأ له الفاتحة وزار على أثره الشيخ إبراهيم الأحمدي، فقدم له رز حليب فأكل منه لقيمات وصلى الصبح في جامعها الكبير، وتوجه إلى مدينة دمياط ودخلها مع الظهر يوم السبت. وزار أبا علي الصياد، ونزل في خلوة شيخه الشيخ محمد البديري التي في جامع البحر للعدة للوارد على الدوام، وصار الشيخ يتردد عليه، ودعاه لداره وأكرمه. وكذلك أضافه عنده الشيخ احمد الأسقاطي، وأوقفه على بعض ما له من الحواشي. وجاءه بعض الإخوان برسالة للسيوطي وطلب نظمها، فنظمها في مائة بيت. وسماها النظام (البسط التام، في نظم رسالة السيوطي الهمام) وأخبره الشيخ أحمد الأسقاطي أن عنده على الرسالة شرحاً، وأوقفه شيخه البديري على قصيدة أمتدحه بها الشيخ عبد الغني النابلسي وطلب منه أن ينسج على منوالها فتردد ثم فعل. وكان الشيخ البديري لا يفطر إلا لديه، ويصحب معه الفطور والقهوة، ويجلس في مؤانسته إلى الضحوة. ثم توجه به إلى زيارة الشيخ ضرغام، فذهب في قياسه وصحبه السيد احمد الطرابلسي، وخاله

<<  <  ج:
ص:  >  >>