للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الحاج مصطفى وبعض الأحباب، وبعد الزيارة دعاه لداره وأراه سبحة الشيخ المزطاوي، وقال أن الشيخ أعطاه إياها غب الإجازة وأخبره بما سطره عنه في (السيوف الحداد في ترجمة سيدي محمد مراد النقشبندي) وسأله الإجازة فأجاب وذلك في غرة رجب سنة ١١٣٣، وقد ذيلها بإمضائه ونسبه وهو: محمد بن محمد بن محمد بن أحمد البديري الدمياطي الشافعي الأشعري الشاذلي النقشبندي.

وقصد زيارة الشيخ علي السقا، ثم زار سيدي الشيخ فتح، ومر على الشيخ جمال الدين العجمي، فقرأ له الفاتحة، وحضر عند الشيخ فتح مجلس ذكر، ثم ذهب إلى بستان السيد كمال النقيب سابقاً ومكث فيه إلى قبيل الغروب، ثم رأى أنه ذكر سيدي إبراهيم المتبولي، فأخبر بذلك الشيخ قاسم نجل الشيخ يوسف، وقال له عن مراده في زيارة السادة المتبولية، وبعض المقامات، فزار جناب الشيخ محمد العصيفراتي وجناب سيدي أبي العباس الحريثي، والشيخ الضيروطي وسيدي حسن الطويل، وسيدي محمد المواجه له، وزار سيدي محمد العياشي وأبا الطيب والشيخمحمد هارون والشيخ يوسف المغربي. وكان يخدم شيخه البديري رجلاً اسمه صبح وكان بعض الناس يمازحه بقوله: بالله يا صبح لا تزرني، يا صبح الله أنا دخيلك، وهذا موشح قديم فقال الشيخ:

حبي جفاني، فطال ليلي، وقد كواني، وهد حيلي، ومذ سباني، بفرط ميل، ناديت يا ليل بالمثاني أدخل فإني دخيلك. . الخ. وممن دعا الشيخ وكرر الدعوة صديقاه الحاج محمد والحاج مصطفى وهما خالا السيد أحمد الأدهمي، وكان بصحبه في البعض شيخه الشيخ البديري. ثم إن الشيخ المذكور عزم أوائل رجب على التوجه إلى مصر لأن له عادة في النزول لأوائل الأشهر الثلاثة وأقرأ الحديث الشريف فتوجه فتألم الشيخ لفراقه.

وكان قبل هذا التاريخ أجتمع بالعالم الشيخ حسن المفتي الحنفي، وجاءه للخلوة، ودعاه لداره، فسر بالاجتماع به، وممن أصطحب معه في الخلوة الشيخ محمد الهنيدي.

كان الشيخ قد سمع وهو في الديار الشامية أن دمياط فيها سلطان الناموس فلا ينام فيها إلا بناموسية فقال لما لم يجد ذلك:

وقد قيل للناموس فيها سلاطة ... ولم أر ما قد قيل في جامع البحر

ويمكن أن البحر لما به ثوى ... وذاك ذكي الدين فر من البحر

<<  <  ج:
ص:  >  >>