للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان لحقه إلى القاهرة أخ أسمه عثمان، وجاء من غير إذن من الشيخ، فخالف المشورة، وأمره الشيخ أن يركب من المغفر في شيطية، فركب في قياسة فأسرت دون غيرها وأخذ إلى ملطية، فحزن قلب الشيخ عليه، ولم يطق رد ما أوصله مولاه اليه، ولم يسعه أهله إلى شراته من الأسر، ولكان اشتراه الشيخ بالنقود، ولكن لم يتم له ذلك.

وأنشد صديقه السيد أحمد بن صالح الطرابلسي الأدهمي مصراع مواليا وطلب من الشيخ أن يضيف اليه وهو: بالله يا بدر خذ لي في طرف عينك فقال الشيخ:

فإن مضناك يشكو سيدي بينك

ما فيك من شين غير الهجر يا حينك

لا أبعد الله ما بيني وما بينك

وأنشد شطراً آخر وقال له أجز فأنشد الشيخ:

بالله منيتي أرفق بهذا الصب

رشأ بحبك لقد صب المدامع صب

يهواك طفلاً رضيعاً يافعاً بل شب

وكلما شاخ حبك في حشاه شب

وأرسل الشيخ حسن إلى الشيخ زوادة لطيفة لما بلغه قرب سفره وكان ينتظر قدوم (البليك) فتعذر ذلك.

وجاء المشار اليه مصاحباً معه سنده في حديث المصافحة وقال له: أردت أن أتحفك بهذه التحفة، وصافحه وقال (صافحتك كما صافحني شيخنا الشيخ أحمد البنا، كما صافحه شيخه سيدي أحمد بن عجيل اليمني في منزله، كما صافحه شيخه تاج الدين النقشبندي، كما صافحه الشيخ عبد الرحمن المشتهر بحاجي رمزي، كما صافحه الشيخ محمود أسقرازي، كما صافحه أبو سعيد الحبشي الصحابي، كما صافحه سيد الأولين. وهذا سند شيخنا البديري، كما هو مسطر في ثبته مع زيادات فانتبه) وودعه مسروراً.

وكان قد وفد رجل طرابلسي أستأجر (شطية) مغفرة إلى البلاد فأجتمع به أصحابه السيد أحمد وأخواله وكلموه في نزول الشيخ معه فأظهر القبول. ثم عزم الشيخ على التوجه إلى العزبة مع الرفاق وحضر لوداعه الشيخ أحمد الأسقاطي، فاستجازه بمروياته فأجازه، وبعد

<<  <  ج:
ص:  >  >>