للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى ولأنهم لا يعرفون أنها من الخساسة.

وفي ليلة الخميس ويومه، طالت كربة الشيخ ومن معه، فتوسل بسيدي أحمد البدوي أن يسوق له صبيحة الجمعة (الريح الملثم ليخلص من القبطان وجنوده، جنود الشيطان، وجاءه القبطان يشكو قلة الماء، وأقسم بدينه أن الماء لا يكفيه غير اليوم مع التدبير، ولم يبق عنده إلا أواني الخمر. فأغتاظ الشيخ من كلامه وتأثر، وقال للمستأجر وكان هو الترجمان بينه وبين القبطان: إن الله سيسهل بالفرج ويزول الضيق، فقال له قل له بأمر الركاب يجتمعوا ويدعوا الله عسى يجيب. فأجابه الشيخ قائلاً للترجمان قل له أن في هذا اليوم المبارك بعد الظهر بيسير، يأتي الريح وندخل يافا قبل الغروب ولا أبات الليلة الداخلة إلا في يافا ذات الوجه النضير). ففهم القبطان ذلك وسر ولم يقطع بقول الشيخ. ولما زالت الشمس هب النسيم، ثم زاد على المعتاد حتى خال الشيخ (الشيطية) تطير في المسير، وخاف له فوق قمرته للتفرج على البحر، وكشف البر عقيب العصر وزال الضيق، وألقى المرياة ونزل الشيخ في (قياسة) صغيرة وبات في جامع البحر ليلة السبت وقد سر سروراً عظيماً. ورأى القافلة متوجهة إلى الديار، فحمد الله على تسهيل قرب المزار. وبلغ الوطن. ولما أستقر به المقام ورد عليه كتاب من الشيخ محمد البديري فلم يجب عليه إلا في بلاد الروم وأودعه في الرحلة الرومية، وبعد ذلك أرسل كتاباً إلى مفتي ثغر دمياط الشيخ حسن، وآخر إلى الشيخ محمد الحفناوي، ثم مرض الشيخ وأمتد أمر سقامه نحو سبعة أشهر وأيام، وفي هذه الأثناء جاءه كتاب من الشيخ محمد المذكور. وكانت والدة الشيخ وردت عليه للزيارة.

ثم اقتضى أمر أوجب سفر الشيخ إلى حلب الشهباء ذات الخفر، ولم ير بداً من التوجه لأمر اقتضاه الحال فعزم على المسير بعدما استخار الله، وكان قبل ذلك بشهر، قال له الدرويش يعقوب الهندي إن في نيته الذهاب إلى حلب فنفى الشيخ ذلك، فقال له الهندي بل بعد ذهابك اليها ستتوجه إلى بلاد الروم، فأجابه الشيخ ما الذي يصنع في بلاد الروم ولا غرض له فيها؟ فقال له إنها بلدته، ولما أراد السفر توجه معه إلى حلب ومنها فارقه إلى بغداد.

وتوجه بعد مدة إلى بلاد الروم وسطر ذلك في رحلة سماها (تفريق الهموم وتغريق الغموم في الرحلة إلى بلاد الروم) وأبقى الوالدة في داره في بيت المقدس، وقد حزن على فراقها ولكنه رضخ لحكم الأقدار (أنتهى).

<<  <  ج:
ص:  >  >>