وقد أنشئ للعام القادم شعبة اللغات الحية. وللمؤسسة فروع في الأقاليم يشمل كل فرع منها جميع الشعب، وقد بلغ عدد الطلاب في العام الماضي بالقاهرة والأقاليم ١٠٥٠٤ منهم ٤٨٢٨ سيدات وآنسات أكثرهن في شعب الثقافة النسوية.
نظرة في منهج الشعبة الأدبية:
وفي زيارتي المركز العام للمؤسسة أطلعني سكرتيرها الأستاذ محمود الغزاوي على منهجالشعبة الأدبية، وأذكر اولا ما جاء في آخر هذا المنهج من أن هدفها هو (أن تجعل من طالبها إنساناً متذوقاً للجمال الأدبي، وقارئاً يقرأ عن فطنة ويدرك عن وعي، وكاتباً يحسن التعبير عما في نفسه، ومتحدثاً يزن الكلام إذا نطق، وأن تقضي على العامية اللغوية والفكرية وأن تحبب الشعب في القراءة المجدية التي هي أهم وسائل المعرفة، وأن تساهم في الإعلام من قدر الأدب الرفيع ومحاربة الأدب الهزيل الرخيص).
وهذا كلام طيب، وهو الهدف الذي يجب أن يرمي اليه. ولكن هل المنهج المرسوم يؤدي اليه؟ يحتوي المنهج إجمالا على: تعريف وتحليل للكتاب العربي، تراجم وتحليل للشخصيات الأدبية، ودراسة علمية للأسلوب مع التفرقة بين الأساليب المختلفة، تحليل وعرض لنصوص من جيد النثر على أن تكون تطبيقاً على ما في الدروس العلمية.
وأنا أعتقد أن دراسة هذه الموضوعات لا تسير في الطريق إلى تحقيق ذلك الهدف، بل إنها تصد الناشئ في الأدب عنه، وكان يعد الموضوع الأخير، وهو عرض النصوص، من الاتجاه الصحيح، لولا ما أفسده من أن المقصود به أن يكون تطبيقاً على الدروس العلمية.
إن هذه الموضوعات تدرس في المدارس الثانوية وما يماثلها، وتسخر أذهان الطلاب في حفظ التعريفات وإحصاء الخصائص والفروق والصفات، وليس وراء شئ من ذلك أي طائل، فمثلا يحفظ الطالب في السنة الثانية سبب تأليف أبي الفرج كتاب الأغاني ويحفظ وصف الطريقة التي أتبعها في تأليفه وغير ذلك، ولكن ليس في ذهنه فكرة واضحة عن الكتاب، ولو رآه ما عرف أنه المقصود بذلك الدرس الذي حفظه. . .
يخيل الىّ أن الذين يضعون هذه المناهج إنما يريدون أن يدلوا على علو كعبهم في فنون الدراسات الأدبية، كما تدل على علو كعبهم ايضاً تلك الكتب المدرسية التي يؤلفونها وفق هذه المناهج، ولكنك إذا نظرت إلى هذا كله من جهة أخرى هي تعريفهم أنفسهم للبلاغة