في شرح الصحيحين، اختصره من كتاب الإقصاح في تفسير الصحاح للوزير ابن هبيرة، وزاد عليها أشياء وقع اختياره عليها، وكتاب في اختلاف الصحابة والتابعين وفقهاء الأمصار ولم يتمه، وله خطب وفصول وعظمية مشحونة بغريب اللغة وحواشها.
ومن أساتذة الأزهر يؤمئذ نصرين محمود المظفر الأديب النحوي اللغوي، قرأ الأدب على ابن الخشاب والكمال الأنباري، وسمع بمصر من البوصيري، ولعله قرأ بالأزهر رسالته في الضاد والظاء، ومات سنة ٦٣٠.
وممن تصدر للاقراء فيه شيخ الإقراء بالديار المصرية ابن يوسف الشطنوفي المولود بالقاهرة سنة ٦٤٧، وقد تكاثر عليه الطلبة وكان الناس يكرمونه، وينسبونه إلى الصلاح ويحمدون سيرته، وانتفع به جماعة في القراءة، كما كان معدودا من النحاة، وله اليد الطولى في علم التفسير، أملى فيه تعليقا على طلبته، وكان أستاذه الروحي عبد القادر الجيلي، جمع أخباره ومناقبه في ثلاثة مجلدات، وسمى كتابه البهجة، ولشدة إعجابه به دون كل ما سمعه عنه ولو كان الراوي غير أهل للثقة، فدخل في الكتاب حكايات كثيرة مكذوبة. وقد ولى الشطنوفي أيضا تدريس التفسير بالجامع الطولوني والإقراء بجامع الحاكم، ومات بالقاهرة سنة ٧١٣.
ومن أعلام الصوفية الذين جلسوا بالجامع الأزهر، وتحدثوا بمبادئهم فيه يومئذ تاج الدين بن عطاء الله السكندري المتوفي سنة ٧٠٩، كما كان يقيم عمر بن الفارض الشاعر الصوفي المشهور.