ومن السهل أن نفهم المصلح المسلم الملخص ونواسيه في المأزق والذي قد يجد نفسه واقعا فيه؛ فليس هو معاديا لمجرد سلطان التراث الاجتماعي الذي مضى عليه اكثر من ألف عام من الحكم المطلق، بل هو معاد كذلك للمعارضة الطبيعية للرجل العادي، في التنازل عما يتمتع به من امتيازات. ثم إن عليه - بعد ذلك - أن يواجه الحقيقة، وهي ا، هذه التقاليد والعادات الاجتماعية في حاجة إلى أن تغذيها نصوص واضحة مباشرة من القرآن. وهذه الصعوبة ليس لها نفس الأهمية عند غير المتدين، على الرغم من أن المدنيين من غير رجال الدين يلقون نصبا في منعهم الجدل الديني، لدرجة أن الإنسان لا يستطيع أن يتأكد دائما من أن كتابا أو مقالة عن (المسألة النسائية) في الإسلام، هي من وضع عالم دنيوي أو مصلح حديث!
وليس من شك في أن الأمثلة على الجدل الدنيوي يمكن أن نجدها في الأدب التركي الحديث، وفي الأدب الهندي ايضا؛ ولكن لاشك في مدى ما تظهره هذه الأمثلة من رأي إسلامي عام - إلا في تركيا. وإنه لعلي جانب كبير من الأهمية هنا أن ننظر في بعض السبل التي اتبعها المصلحون المسلمون لمواجهة المشكلات.
ففي قصيدة من أشهر القصائد التي نقلها إقبال نادي الشاعر الاجتماعي بالمساواة الشرعية للنساء:
هناك المرأة؛ أمي، وأختي، وابنتي.
إنها هي التي تناجي العواطف المقدسة من أعماق نفسي.
هنالك محبوبتي؛ شمسي وقمري ونجمي.
إنها هي التي تعلمني كيف أفهم شعر الحياة!
كيف استطاع القانون السماوي أن يحط من قدر هذه المخلوقات الجميلة؟
لعمري إن المتعلمين قد أخطئوا في تفسير القرآن:
أساس الأمة والدولة هو الأسرة.
وما دامت المرأة من غير اعتبار تبقى حياة الأمة ناقصة غير كاملة.