للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يشير إلى ما ذهب إليه هذا الكاتب من نقل المثقفين والعلماء الأتراك من طبرستان إلى البصرة لا تصريحا ولا تلميحا وإنما تحدث عن سبى من السبايا الذين نقلوا كالعادة من طبرستان إلى جنوب العراق. وبهذا دل المؤرخ التركي على أنه لم يكن يستند في قوله هذا على أي سند أو دليل.

ثم عرج (ساطع الحصري) على قضية (معبد الجهني) ونسبته إلى الأتراك فاستعرض الآراء في (جهينة) وفي نسبة (معبد) فيها ثم خرج من كل ذلك إلى أن (الجهني) من (جهينة) القبيلة العربية المعروفة؛ وقد استند في نهاية حديثه إلى ما رواه السمعاني في كتابه (الأنساب) حيث قال: الجهني - هذه النسبة إلى جهينة وهي من قضاعة: نزلت الكوة ومنها محلة ينسب إليها جماعة. . . منهممعبد بن خالد الجهني كان يجالس الحسن البصري، وهو أول من تكلم بالبصرة في القدر. فسلك أهل البصرة بعده مسلكه فيها).

وما كان الأستاذ - في نظري - بحاجة إلى إثبات أو نفي نسب (معبد) وتعيين منزلته في العرب أو الأتراك. وفي القرآن الكريم والحديث النبوي، وفي خطب الصحابة مثل خطب الإمام علي المدونة في نهج البلاغة، وفي أسئلة الصحابة للرسول، وفي الأسئلة الكثيرة التي كان يوجهها العراقيون إلى زعيمهم الإمام عن الحرب والفتنة، أكان ذلك بعلم الله وقضائه وفي بحث التابعين في هذه المواضيع قبل نشوء (معبد) وقبل تفوه (جهنم ابن صفوان) زعيم (الجهمية). نعم في كل ذلك ما يغنى عن الرد على صاحب هذه المقالة. اللهم إذا زعم (شمس الدين) أن القرآن تركي وأن الرسول تركي وأن (الحديث النبوي) تركي بلغة التاي).

وقد أعادت هذه المقالة إلى ذهني ذكريات (المؤتمر اللغوي الثاني) الذي عقده الأتراك في الأستانة بين ١٨ - ٢٣ آب والذي رأسه المرحوم (أتاتورك) وحضرة ما يزيد على (٦٠٠) شخص من أرقى طبقات الأتراك كان منبينهم فخامة الرئيس الحالي (عصمت إينونو) وكاظم باشا رئيس المجلس الوطني الكبير ورجب بك السكرتير العام لحزب الشعب.

وقد افتتح المؤتمر معالي وزير المعارف في ذلك العهد فذكر أن الأمة التركية أقدم الأمم تمدناوحضارة، وأنها هي التي نقلت الحضارة من أواسط آسيا إلى أوربا الشرقية والشرق الأدنى، فأصبحت سببا في تحضر الأمم الأخرى وتمدنها. وادعى أحمد جواد بك أ؛ د

<<  <  ج:
ص:  >  >>