أعضاء المؤتمر أن اللغات الهندية والجرمانية والسلافبة واليونانية واللاتينية والقفقاسية والفنية (لغة فنلندة) هي من أصل يرجع إلى اللغة التركية القديمة المسماة لغة (التاي) وهي لغة الأتراك القديمة.
وتكلم عضو آخر هو (نعيم حازم بك) عن (علاقة اللغة السامية) فزعم أن المدينة التركية كانت بمثابة خميرة للمدنيات العالمية، وأن اللغة التركية كانت الأصل لجميع اللغات، وأن الأقوام السامية إنما أصبحت ذوات لغات واسعة غنية باحتكاكها بالأتراك. وضرب مثلا على ذلك اللغة العربية فقال إن العرب كانوا قد استمدوا كثيرا من الكلمات من اللغة التركية تصرفوا بها وعربوها وصقلوها في جاهليتهم وفي أيام إسلامهم، وجاء بأحد عشر قاعدة في كيفية أخذ العرب قديما للكلمات التركية وتعريبها لها. وذكر أمثلة على هذه القواعد.
وأيد هذه النظرية لغوي آخر هو (يوسف ضياء بك) نائب اسكيشهر إذ بحث عن الكلمات التي انتقلت من لغة (التاي) أي اللغة التركية القديمة إلى اللغات السامية ولغة العرب على الأخص.
وساقت العاطفة بعضهم إلى الإدعاء بوجود علاقات قوية بين لهجة (مايا) في المكسيك ولغة الأتراك وطلبوا لذلك الاهتمام بدراسة هذه اللغة ودراسة لغة أخرى تشبهها هي لغة (تولنك) لمعرفة أنساب الأتراك والحصول على كلمات تركية منسية من جهة أخرى.
وبعد فإني أعتقد أنك بعد أن وقفت على هذه الآراء الرسمية المجملة التي أخذتها من المحضر الرسمي للمؤتمر سوف لا ترى في مزاعم (شمس الدين) شيئا كثيرا بالنسبة إلى تلك المزاعم.
ظن أولئك الذين أرادوا إحياء الأمة التركية أن الإحياء يكون عن طريق التبجح بالماضي والتباهي بالأجداد والترفع عن الشعوب الشرقية التي ساهمت في تكوين التاريخ التركي، وطرد الكلمات العربية والفارسية التي تمثل التفاعل العقلي بين الأتراك وبين العرب والفرس، والاستعاضة عن تلك الكلمات بكلمات فرنسية، فلم يزدهم ذلك في نظر الغربيين منزلة، ولم تخرجهم تلك المقالات الطويلة العريضة من عالم التفكير الشرقي، ولم يجعلهم التاريخ الذي ادعوه لهم أمة من الأمم المعظمة التي لها ي مجلس الأمن وفي المجالس الدولية كرسي ثابت وصوت مسموع. لا زالت تركية الحديثة التي ظن زعماؤها أنها