الخلاطي الذي كان يتفليس والنجم دبيران القزويني وقد ابتدأ في بنائه سنة ٦٥٧ بمراغة. . .) ويروى كتاب آثار باقية أن محي الدين المغربي كان أيضاً أحد أعضاء لجنة المرصد، وكيفية مجيئه هي ان هولاكو لما استولى على حلب مقر حكومة الملك الناصر سمع رجلا يصيح أنا منجم، فأمر بالإبقاء عليه وبإرساله إلى مراغة حيث يقيم نصر الدين.
أما المكتبة التي أنشأها في المرصد فقد كانت عظيمة جدا أكثرها منهوب من بغداد والشام ولجزيرة، ويقدر ما كان فيها بـ٤٠٠٠٠٠ مجلد مكتوبة باليد. ونصير الدين من الذين كتبوا في المثلثات والهيئة والجبر وإنشاء الاسطرلابات وكيفية استعمالها
ومراغة التي أقام بها الطوسي المرصد والمكتبة يحدثنا عنها ياقوات الحموي (المتوفى سنة ٦٢٦هـ) في المعجم أنها بلدة مشهورة عظيمة أعظم وأشهر بلاد أذربيجان طولها ١٣ ٧٣ درجة وعرضها ١٣ ٣٧ درجة؛ قالوا وكانت المراغة تدعى (افرازهروذ) فعسكر مروان بن محمد بن الحكم وهو وجيلان بالقرب منها وكان فيها سرجين (زبل) كثير، فكانت دوابه ودواب أصحابه تتمرغ فيها، فجعلوا يقولون ابنوا قرية المراغة، وهذه قرية المراغة فحذف الناس القرية وقالوا مراغة، وكان أهلها قد لجأوا إلى مروان فابتناها وتألف وكلاؤه أهلها فكثروا فيها وعمروها. ثم إنها صودرت مع ما صودر من ضياع بني أمية وصارت لبعض بنات الرشيد. فلما عاث الوجناء بن رواد الأزدي وافسد وولى خزيمة بن أرمينية وأذربيجان في خلافة الرشيد بني سورها وحصنها ومصرها وأنزل بها جندا كثيفا. فلا ظهر بابك الخزمي لجأ الناس إليها فنزلوها فسكنوها وتحصنوا فيها، ورم سورها في أيام المأمون عدة من عماله، ثم نزل الناس بربضها (في المنجد الربض على وزن الذهب هو ما حول المدينة من بيوت ومساكن وهو ايضا سور المدينة). وينسب إلى المراغة جماعة من المحدثين والفقهاء وبها آثار ومدارس وخانقاوات حسنة، وقد كان فيها أدباء ومحدثين وفقهاء وقد ابتنى الطوسي (كما يحدثنا ابن شاكر في فوات الوفيات، وقد توفى عام ٧٦٤هـ أي بعد وفاة الطوسي باثنين وتسعين عاما) بمراغة قبة ورصداً عظيما (واتخذ في ذلك خزانة عظيمة فسيحة الأرجاء وملأها من الكتب التي نبهت من بغداد والشام والجزيرة حتى تجمع فيها زيادة على اربعمائة ألف مجلد وقرر بالرصد المنجمين والفلاسفة وجعل له الأوقاف.