الدين الشامي فرأيت فيه آلات الرصد شيئا كثيرا منها ذات الحلق وهي خمس دوائر متخذة من نحاس الأولى دائرة نصف النهار وهي مركوزة على الأرض ودائرة معدل النهار ودوائر منطقة البروج ودائرة العرض ودائرة الميل ورأيت الدائرة الشمسية التي يعرف بها سمت الكواكب وإسطرلابا تكون سعة فطره ذراعا وإسطرلابات كثيرة وكتبا كثيرة.
وأخبرني شمس الدين العرضي أن نصير الدين أخذ من هولاكو بسبب عمارة هذا الرصد ما لا يحصيه إلا الله تعالى خارجا عن الجوامك (المرتبات) والرواتب التي للحكماء والقومة (يقصد القائمين على الأمر والقيم على الأمر هو متوليه كقيم الوقف ونحوه).
وإن هذه الزيارة التي قام بها حسن بن احمد الحكيم لا شك في أنها كانت بعد وفاة الطوسي وتولى شئون لرصد ابنه صدر الدين وكذلك بعد وفاة مؤيد الدين العرضي وأخذ مكانه من قبل ابنه شمس الدين كما سنبين ذلك عند نقل ما ترجمته أنا من كتاب جورج سارتون (المقدمة إلى تاريخ العلوم) ولنصغ إلى الطوسي نفسه يحدثنا عن المرصد فقد قال في كتابه (الزيج الا يلخان) إنني جمعت لبناء المرصد جماعة من الحكماء منهم المؤيد العرضي من دمشق والفخر المراغي كان بالموصل والفخر الخلاطي الذي كان بتفليس والنجم دييران القزويني وقد أتبدأ في بنائه سنة ٦٥٧ بمراغة والأرصاه التي بقيت قبلي وعليها كان الاعتماد دون غيرها هي رصد أبرخس وله مذ بني (١٤٠٠) سنة وبعده رصد بطليموس بـ (٢٨٥) سنة وبعده في ملة الإسلام رصد المأمون ببغداد وله (٤٣٠) سنة والرصد البتاني في حدود الشام والرصد الحاكمي بمصر ورصد بني الأعلم ببغداد ولهما (٢٥٠) سنة.
وقال الأستاذون إن أرصاد الكواكب لا تتم في أقل من ثلاثين سنة لأن فيها تتم دورة هذه السبعة (الكواكب) فقال هولاكو أجهد في أن رصد هذه السبعة يتم في اثنتي عشرة سنة قلت اجتهدت في ذلك.
قال ابن شاكر وكان النصير قد قدم من مراغة إلى بغداد ومعه كثير من تلامذتهوأصحابه فأقام ببغداد ومات وخلف ثلاثة أولاد.
وقد نقل العزاوي في كتابه (تاريخ العراق بين احتلالين) في الملحق ناقلا عن كتاب تركي (إسلامده تاريخ ومؤرخلر) إن الطوسي حين ورود هلاكو إيران اتصل بعلماء الصين وأنه