العذب ويحرق معظم تلك المدينة الساحرة وزادت عدة القتلى عن ثمانمائة ألف عدا الأطفال ومن هلكوا في السراديب والقنى والآبار وأحرق قبور الخلفاء ونبش عظامهم وبنى بكتب العلماء إسطبلات الخيول وطوالات المعالف عوضا عن اللبن. وقيل إن ماء دجلة تغير لونه لكثرة ما ألقى فيه التتر من الكتب والأوراق، وقيل إنه أقام بكتب العلم ثلاثة جسور على دجلة هذا عدا ما نهب من البلاد التي احتلها فملافي (مراغة) خزانة عظيمة من الأسفار نهبها من بغداد والشام والجزيرة حتى تجمع فيها زيادة على أربعمائة ألف مجلد.
أما عن المرصد فإن محمد باقر الخونساري في كتابه (روضات الجنات) يحدث نقلا عن كتاب (محبوب القلوب) لقطب الدين الأشكوري وعن صاحب (مجالس المؤمنين) إن هولاكو خانبعد أن قضى على الخلافة العباسية ببغداد أمر بالرصد واختار محروسة مراغة في أعمال تبريز لبناء المرصد فرصد فيه، واستنبط الطوسي عدة من الآلات الرصدية، وكان من أعوانه على الرصد من العلماء وتلاميذه جماعة أرسل إليهم الملك هولاكو خان، منهم العلامة قطب الدين محمود الشيرازي صاحب شرف الأشراف والكليات وهو فاضل حسن الخلق، ولسيرة مبرز في جميع أجزاء الحكمة محقق مدقق مفيد ومستقبله في صحبة الطوسي، ومنهم مؤيد الدين العرضي الدمشقي وكان متبحرا في الهندسة وآلات الرصد توفي بمراغة فجأة سنة ٦٠٤، وفخر الدين كان طبيبا فاضلا، حاذقا ونجم الدين القزويني وكان فاضلا في الحكمة والكلام، ومحي الدين الحلاطي وكان فاضلا مهندسا في العلوم الرياضية، ومحي الدين المغربي وكان مهندسا فاضلا في العلوم، وضبطوا حركات الكواكب، ومات المحقق الخواجه نصير الدين وبان النقص في كتاب الزيج ولنقصهم عن ذلك لم يتموه وقد أضاف إليهم عباس بن محمد رضا القمي في كتابه (الكني والألقاب) نجم الدين الكاتب البغدادي قال وكان فاضلا في أجزاء الرياضي والهندسة وعلم الرصد.
ونقل ابنشاكر في فوات الوفيات وصلاح الدين خليل ابن أيبك الصفدي في الوافي بالوفيات (ج ١ص١١٢) قلا شمس الدين الحريري (وفي الوافي أنه الجزري) قال حسن ابن أحمد الحكيم صاحبنا سافرت إلى مراغة وتفرجت في الرصد ومتوليه صدر الدين على بن الخواجة نصير الدين الطوسي وكان شابا فاضلا في المنجم والشعر بالفارسية، وصادفت شمس الدين ابن المؤيد العرضي وشمس الدين الشرواني والشيخ كمال الدين الأيكي وحسام