أرى الضاد في السودان أمست غريبة ... وابتاؤها أمست لها تتجهم
تولت وما دمع عليها بفائض ... وما أحد منهم لها يتألم
ونبئت بالسودان قوما تآمروا ... على اللغة الفصحى أساءوا وأجرموا
ويقول مخاطبا قومه وعشيرته بعد أن أشاد بجهود مؤتمر الخريجين في التعليم.
بنى عمنا لبوا النداء فحسبكم ... تنازع مأموم بها وأمام
فلستم بأحياء ولستم أعزة ... إذا الضاد لم يؤذن لها بقيام
وعلى ذكر الخلاف نقول إن صاحب الديوان قد أشار إليه غير مرة، ودعا إلى اتحاد الكلمة، ومن كلماته الرقيقة في ذلك
أفي الدار مصغ للحديث فسامع ... أم الدارقد سدت عليها المسامع؟
توهمت آيات لها فعرقتها ... لستة أعوام وذا العام سابع
وطوفت استبكي عيون قصائدي ... عليها، وقد تبكي القصيد الفجائع
مشى بين أهليها الخلاف فأصبحوا ... تصدهمو عن كل خير موانع
أرى النار شبت في نواح كثيرة ... ولم ينج متبوع ولم ينج تابع
إذا القوم لجوا في الغواية كلهم ... فقبح مدفوع وقبح دافع
ولا نختم هذا الحديث حتى نشير إلى هذه الصورة التي رسمها الشاعر الشيخ حسيب علي حسيب، وهي صورة طالما رأيناها وألمنا لها:
عجباً أرى المقدام أصبح مذنباً ... يقصى وذا الوجهين أضحى مكرما
إني عرفت الدهر حتى خلتني ... إياه فاسمع سائلي ثم احكما
إن شئت أن تحيا سعيداً بينهم ... كن تابعا ما يشتهون معظما
حتى إذا قالوا الظلام أجننا ... والشمس مشرقة، فقل ما أظلما
وهذا شارع يئس من المجتمع، ونظر إليه نظرة كلها حسرة. وألم، وما له لا يفعل وهو الذي يقول، وتقول معه؟
ماذا أعاتب يا زمان وأتقي ... أهلي أم الأيام أم حسادي؟
ويقول عن قلبه:
ألف الهموم برغمه وألفنه ... فغدا بواد والسرور بوادي