فصار جسمي نحيلا ... من الضنا كالأخله
وقد سرى في عروقي ... مثل الدما وأحله
حتى كساني وجداً ... قد صار للقلب حله الخ
وجاءني منه كتاب ثان ينبئ عن الحب الرفيع الشأن، وذكر فيه موشحا للسيد يعقوب الكيلاني، نجل السيد عبد القادر الحموي الداني، وهو على طريقة الأندلسيين. وبعد أيام من ورود الكتاب القندي، وجاءني الدرويش الحاج يعقوب السندي، وطلب مني حال عزم على السفر مكاتبات أربعة أحدها لشيخنا الشيخ عبد الغني (النابلسي) ومطلعه:
يا لقوم من لصب ما غفا ... طرفه فدام نادي القدس
صافعا هم الثنائي في العفا ... إذ تملى بالجمال الأنفس الخ
وكنت أجبت الدرويش يعقوب لما طلب المكاتبات الأربعة إني منذ أتيت هذه الديار، أتكلف لكتابة مكتوب حروفه مجمعة وأن أردت النظم والنثر العادي، أراه متعسرا علي، ولو تعمل له فؤادي. فما زاده الاعتذار إلا إلحاحا وإلزاما في الطلب، فدفعت له مكاتبة الأستاذ الملاذ (أي الشيخ عبد الغني النابلسي) فقال إنه يهديك هدية سنية تفوقي لديك الملاذ، ثم كر على طلب البواقي، فعملت له مكتوبا لشيخنا الساقي ياسين الحموي الجيلاني فقلت:
وكذا نهدي تحايا قد سمت ... وزكت أين ذكا منها أخي
وثنايا سحبها فيضاً همت ... بسطها للقبض يزوى أي وي الخ
وأرسلت للصهر الأمجد كتابا مصدرا بموشح:
أصبحي أريجي أرجحي ... لو ذعي المعي أجمعي
أفوجي أروحي أنجحي ... ارفعي اشجعي ارتقي
أنصحي إبطحي إسمحي ... أبدعي اطوعي اجرعي
ثفرة بن البخاري وأنا ... مسلم كأس الموطأ محتسى
ولكم اذهب عنا من عنا ... وعياء وعلى ذا فقس الخ
وكتبت كتابا للأخ الحميم الشيخ عبد الكريم المشهور بنسبه الكريم، بالشراباتي وصدرته بموشح:
أيها السيار سر بي للحمى ... واسقني من صرف صافي الاكؤس