السيكوباتي فهو يقترف جريمته دون قصد أو تعمد، وكثيرا ما يكون أول من يصاب بجرمه ويلحقه أذى تصرفه المنحرف. ومن المؤسف أن هؤلاء المرضى يعاملون في مصر إما معاملة المجرمين فيزج بهم في السجون، أو يحسبون مجانين فيحالون إلى مصحات عقلية لا تجديهم نفعا، وجدير بنا، وقد استطاع الأطباء العقليون أن يشخصوا داء السيكوباتية ويعينوا أعراضه ومظاهره، أن نفكر تفكيرا جديا في تهيئة الوسائل التي من شأنها مساعدة هؤلاء المرضى على أن يألفوا الحياة الاجتماعية شيئا فشيئا، وعلى أن يصبحوا أداة نافعة في المجتع، أو يجنب المجتمع آثارهم السيئة.
ارسم (أبو رجل مسلوخة):
قرأت الكلمة التي أورد فيها أحد معلمي الرسم الأستاذ كامل بطرس عصفور، أن يعلمني الأصول التي كان يجب أن أقف عليها قبل نقد السؤال الذي طلبفيه من تلميذات المدرسة السنية أن يرسمن شجرة الزقوم ورؤوس الشياطين؛ وأهم هذه الأصول أن تخاطبالصورة المطلوب رسمها قلب الطفل وتملأ نفسه. وهأنذا قد وقفت على هذه الأصول. . . بفضل معلمي الفاضل. . . ولكني لا أرى فيها شيئا ينقض ما قلت، فأين شجرة الزقوم وأين رؤوس الشياطين من قلب الطفل ونفسه؟! وما هي تجربته إزاء هذه الأشياء حتى يعبر عنها. .؟ فليطلب الأستاذ من تلاميذه رسم (البعبع) أو (أبو رجل مسلوخة) أو ما ماثل ذلك مما ينطبق على أصوله. . . أما الجحيم وشجرة الزقوم ورؤوس الشياطين فلا.
وهو يقول إنه لا يوافقني على قصر التخيل على العباقرة وأنا ما قصرته عليهم إطلاقا، إنما قصرت تخيل الجحيم وما فيه على أولئك العباقرة. أما دون ذلك فللأستاذ أن يجول فيه بتلاميذه أو تلميذاته كما يشاء.