تركته كتبه من انقلاب فكري وأثر بعيد في الحضارة الأوربية الحديثة؛ وكلمة هذا المتعصب تريك عقلية أولئك الذين كانوا يقاومون الفلسفة ويضطهدون الفلاسفة؛ فإذا كان الشيخ ابن سينا إمام الملحدين فعلى الإسلام السلام.
والذي ينقله المؤرخون عن الطوسي أنه كان بارا بالعلماء والفقهاء هذا العزاوي يقول في كتابه ص٢٧٤ (في سنة ٦٧٢هـ (١٢٧٣م) وصل السلطان أبا قاخان (ابن هولاكو وخليفته في السلطان) إلى بغداد وفي خدمته الأمراء والعساكر والخواجه نصير الدين الطوسي وعبر دجلة وتصيد وعاد إلى بغداد، فلما انقضى الشتاء عاد إلى مقر ملكه.
وأما الخواجه نصير الدين الطوسي فإنه أقام ببغداد وتصفح أحوال الوقوف أورد أخبار الفقهاء والمدرسين والصوفية وأطلق المشاهرات وقرر القواعد في الوقف وأصلحها بعد اختلالها.
وقال ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات والصفدي في الوافي نصير الدين الطوسي الفيلسوف صاحب علم الرياضي كان راسا في علم الأوائل ولا سيما في الأرصاد والمجسطي فإنه فاق الكبار وكان ذا حرمة وافية ومنزلة عظيمة عند هولاكو وكان يطيعه فيما يشير به عليه والأموال في تصريفه وكان حسن الصورة كريما حسن العشرة غزير الفضل.
وولاه هولاكو جميع الأوقاف في سائر بلاده. وكان له في كل بلد نائب يستغل الأوقاف ويأخذ عشرها ويحمله إليه ليصرفه في جامكيات (مرتبات) المقيمين بالرصد وما يحتاج إليه من الأعمال بسبب الأرصاد.
وكان للمسلمين به نفع وخصوصا الشيعة والعلويين والحكماء وغيرهم. وكان يبرهم ويقضي أشغالهم ويحمي أوقافهم. وكان مع هذا كله فيه تواضع وحسن ملتقى.
وقد كان منجما لأبغا (أبا قاخان بن هولاكو وقد ولى السلطان بعد أبيه) بعد والده. وكان يعمل الوزارة لهولاكو من غير أن يدخل يده في الأموال احتوى على عقله حتى إنه لا يركب ولا يسافر إلا في وقت يأمره به أفلا يكفي هذا شاهدا.
وكان هولاكو شديد الاعتقاد بعلم النجوم فكان هذا مدخلا للطوسي ليستولي على فكره وطبعا ليس الفضل في نجاحه في السيطرة عليه وصواب ما يشير به عليه في استشارات هولاكو