وإنما كان الأثر لدهاء الطوسي وبعد نظره وإن ظن هولاكو المغولي جهلا أن إصابة الطوسي للأهداف مرجعه علم التنجيم. وقد استغل الطوسي هذا النفوذ وتلك الهيمنة على ذلك السفاح في إغاثة الناس وحمايتهم من شرور هذا الجلاد المغولي الظالم ذ يحدثنا المؤرخون أنه خلص ابن الغوطي من أيدي التتار ونقل العزاوي أنه عندما أراد هولاكو الاستيلاء على داخل المدينة ببغداد أمر الخواجه نصير الدين أن يقف عند باب الحلبة ويؤمن الناس للخروج من هذا الباب. فأخذ الناس يخرجون جماعات كثيرة.
وقال أيضا وفي سنة ٦٥١هـ وصل التتار إلى بلده تون ثم استولوا على بلدة شهرستان وتوجهوا نحو طوس ففتحوها وتوجهوا إلى دامغان وخربوا (الموت) عاصمة الإسماعيلية. وفي هذه الأثناء لازم الخواجه نصير الدين الطوسي هولاكو خان. وكان في خدمة علاء الدين محمد بن الحسيني الإسماعيلي فحظي عنده وأنعم عليه فعمل الرصد بمراغة ثم توجه نحو خورشاه ملك الإسماعيلية للاستيلاء على قلاعه وبلاده.
وكان من محاسن الصدف - كذا قال الخواجه رشيد الدين - مرافقه نصير الدين الطوسي لهولاكو في هذه الحملة وكان هو السبب في حقن الدماء وتسليم البلاد لهولاكو لأن الناس كانوا لا يستطيعون الحوب معه فسعى في مسالمة وخذ ينصح خور شاه بطاعة هولاكو والانقياد له فقبل خورشاه النصيحة.
وكان يتماهل في إظهار الطاعة إلى أن حاصروه من جميع الجهات حتى اضطروه إلى التسليم وقتل فافتتحت بلاد الملاحدة.
فترى من هنا بداية اتصال الطوسي بهولاكو.
قال ابن الغوطي في الحوادث الجامعة (ص٣١٣) ثم أرسل السلطان إلى متولي (قلعة الموت) يعرفه نزول ركن الدين إليه ويأمره بالتسليم فأبى وامتنع فسير إليه الجيوش فأحاطوا به وحاصروه وضيقوا عليه فسأل الأمان فأجيب فسلم القلعة فهدمت.
ولما فتحت قلعة الموت خرج الإمام العلامة نصير الدين محمد الطوسي. وكان في خدمة علاء الدين محمد بن الحسن الإسماعيلي وحضر بين يدي السلطان فحظي عنده وأنعم عليه فعمل الرصد بمراغة.