أوربا في عصر النهضة وما بعده في بحوثهم الفلكية: وهناك عدا هذه مراصد أخرى في مختلف الأنحاء كمرصد ابن الشاطر بالشام ومرصد الدينوري بأصبهان ومرصد البيروني ومرصد الغ بك بسمرقند البتاني بالشام ومراصد غيرها خاصة وعمومية في مصر والأندلس وأصبهان.
وكان للراصد آلات وهي على أنواع وتختلف بحسب الغرض منها وقد وضع الخازن كتابا سماه (كتاب الآلات العجيبة) اشتمل على كثير من آلات الرصد غياث الدين جمشيد رسالة فارسية في وصف بعض الآلات وأتى تقي الدين الراصد على ذكر الآلات التي اخترعها هو وقد اعترف الإفرنج بأن العرب أتقنوا صنعة هذه الآلات (كما في تراث الإسلام).
وفي هذه المراصد أجرى المسلمون أرصادا كثيرة ووضعوا الأزياج القيمة الدقيقة.
ومن أشهر الأزياج زيج إبراهيم الغزاوي وزيج الخوارزمي البتاني وأزياج المأمون وابن السمح وابن الشاطر وابن البلخي والأيلخاني وعبد الله المروزي البغدادي والصنعاني والشامل (لأبي الوفاء) والزيج الشاهي (للطوسي) وشمس الدين وملكشاهي والمقتبس لأبي العباس أحمد يوس بن الكماد وزيج العلائي وزيج المصطلح في كيفية التعليم والطريق إلى وضع التقويم والزيج الكبير الحاكمي وزيج الهمداني وزيج الآفاق في علم الأوفاق الخ. . . وبالجملة فإن للعرب فضلا كبيرا على الفلك لأنهم (أولا) نقلوا الكتب الفلكية عند اليونان والفرس والهنود والكلدان والسريان وصححوا بعض أغلاطها وتوسعوا فيها - وهذا عمل جليل لا سيما إذا عرفنا أن أصول تلك الكتب ضاعت ولم يبق منها غير ترجماتها في العربية وهذا طبعا ما جعل الأوربيين يأخذون العلم عن العرب فكان العرب بذلك أساتذة العالم.
و (ثانيا) في إضافتهم الهامة واكتشافاتهم الجليلة التي تقدمت بعلم الفلك شوطا بعيدا و (ثالثا) في جعلهم علم الفلك استقرائيا وفي عدم وقوفهم فيه عند حد النظريات كما فعل اليونان
و (رابعا) في تطهير علم الفلك ادران التنجيم وكانت هذه خطة اغلب علماء الفلك المسلمين وفق تعاليم الإسلام.