ولنسمع الأستاذ قدري حافظ طوقان يحدثنا عن الطوسي ومرصد مراغة في كتابه (تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك وهو كتاب يبحث في أثر العرب في تقدم الرياضيات والفلك وسير أعلام رياضييهم وكبار فلكييهم) وقد نشرته مجلة (المقتطف) كهدية سنوية لتستمع إلى حديث ابن طوقان عضو الجمعية الملكية الأسيوية بلندن وعضو جمعيات العلوم الرياضية في إنجلترا وأمريكا وعضو مجلس التعليم العالي في فلسطين ومساعد مدير كلية النجاح بنابلس وأستاذ الرياضيات فيها: إن هذا الرجل قد غذى الروح القومية والغرور العربي بشعلة متأججة من وطنيته، فمن يقرا كتابه يخرج رافعا رأسه اعتزازا بآبائنا العظام فإلى مثل هذا الكتاب نحظ المؤلفين فإنه تأليف به تتألف جيوش الأمة لتندفع في سبيل المجد ومضمار الرقي، هكذا اكتبوا وألفوا يا حملة الأقلام العربية ولا تزجوا الشباب في مساقط الرذيلة ومهاوي الشهوات العمياء برواياتكم المترعة بالخيانات الزوجية النتنة بروائح الخمور والفجور أصغوا إلى ابن فلسطين يتحدث عن الحضارة الإسلامية العربية فهو ابن بجدتها وفارس حلبتها، وسوف أشفع حديثه بما ترجمته أنا من المصادر الإنجليزية قال: ص٦٥ عن المراصد وآلاتها وأزياجها:
لاشك أن العرب لم يصلوا بعلم الفلك ما وصلوا إليه إلا بفضل المراصد، وقد كانت هذه نادرة جدا قبل النهضة العلمية العباسية. وقد يكون اليونان أول من رصد الكواكب بآلات وقد يكون مرصد الإسكندرية الذي أنشئ في القرن الثالث عشر قبل الميلاد هو أول مرصد عنه ويقال أن الأمويين ابتنوا مرصدا في دمشق، ولكن الثابت أن المأمون أول من أشار باستعمال الآلات في الرصد وقد ابتنى مرصدا على جبل قيسون في دمشق وفي الشماسية ببغداد وفي مدة خلافته وبعد وفاته أنشئت عدة مراصد في أنحاء مختلفة من البلاد الإسلامية، فلقد ابتنى بنو موسى مرصدا في بغداد على طرف الجسر وفيه استخرجوا حساب العرض الكبر من عروض القمر، وبنى شرف الدولة أيضا مرصدا في بستان دار المملكة ويقال أن الكوهي رصد فيه الكواكب السبعة. وأنشأ الفاطميون على جبل المقطم مرصدا عرف باسم المرصد الحاكمي وكذلك أنشأ بنو الأعلم مرصدا عرف باسمهم، ولعل مرصد المراغة الذي بناه نصير الدين الطوسي من أشهر المراصد وأكبرها وقد اشتهر بآلاته الدقيقة وتفوق المشتغلين فيه واشتهرت أرصاد هذا المرصد بالدقة اعتمد عليها علماء