للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقام وزرنا الأنبياء، وبدأنا بوالدهم شيخ المرسلين العام (إبراهيم الخليل) وثنيت بولده سيدي اسحق الغيور، ثم أثنيت مقام سيدي يعقوب الغوث وختمت بسيدي يوسف بدر التمام، ونزلت في التكية القادرية عند باب الحرم الشريف، لنحظى في أغلب الأحيان بالزيارة المنتجة التشريف. وكانت الكروم على أوائلها لم تتكامل حلاوتها في غلائلها. وبعد ما أقمنا ثلاثة أيام في الجوار نتردد صباحا ومساء على السادة الأطهار ودعنا، وقصدنا مسجد اليقين، وتوجهنا إلى مقام سيدنا لوط. وعندنا في الصباح على مدينة الفلاح وزرنا حماة تلك البطاح ونجدنا (بيت جبريل) وبتنا فيها، وسرنا إلى (الفالوجة) وزرنا أحمدها النزيل، وصلينا الجمعة فيها وخطيبنا الأخ المراعي الشيخ عبد الجماعي وكان وكان مرادنا زيارة عسقلان فأخبرنا بخراب ما حولها من عمران، وفي الصباح طرنا بلا جناح وطلبنا دليل في تلك المسالك يعرفنا إلى (المسمية) بالدرب السالك، فانتحى المجذوب الشيخ ديب لذلك، ولما توسطنا البرية، مثل هذه قبة سيدنا صالح فقرأت الفاتحة، وتجارت علينا من بعد خيل أعراب بهم في تلك الصحارى أذية أغراب، فقلت لمن يحمل الإشارة سر على الجادة ولا تخف غارة، فسقط عن دابته كبيرهم وانتكس وشرد مركوبه، وبقصده انعكس، ثم لحقونا (للقسطينة) وجاءوا معتذرين وثبنا في (المسمية) بنفوس سمية، وجد بنا إلى قرية (يبنى) المقول فيها أن مثلها ما يبنى، وعمدنا إلى جامع سيدي عبد الرحمن أبو هريرة، واختلف في اسمه الشريف، المحدثون، والذي رجح صاحب القاموس عبد الله. وبعد ما صليت الضحى، قلت:

قصور الولا من رامها أن له تبنى ... عليه بابن يثنى الركاب إلى يبنى

وبعد الزيارة توجهنا إلى (يازور) وزرنا سيدي حيدرة المنسوب لسيدي علي المطلبي، وبتنا بالقرية داخل الجامع المأنوس المعمور اللامع، وفي الصباح قصدنا قرة العين الحصن الأمنع سيدي سلمة بن الأكوع الصحابي المهاب، وغب الزيارة.

ارتقيت الطبقة طارقا من باب الالتجاء الحلقة، فانفتح الباب بمعونة الوهاب فقلت في مدحه:

شرف بدكر الحب خلى مسمعي ... واعد على حديثه يا مسمعي

وأدر كؤوس خمور سلمى جهرة ... فلعلها تشفى فوارا موجعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>