هذا الموسم، ولكن اقترن بحركة دعاية واسعة ظفر منها يوسف وهبي بنصيب الأسد، فقد ملأت أحاديثه الرنانة أنهار الصحف والمجلات، وعاد النقاد من زياراته يكتبون الفصول فيما يوشك أن يقع من معجزات الفن ولم يكتف هو بذلك ولا بالإعلانات التي نشرت في كل مكان وقد تضمنت أن يوسف وهبي يقوم في رواية (سر الحاكم بأمر الله٠ بدوره التاريخي العجيب، فرأيناه بالصحف فصلا يتضمن نبأ افتتاح الفرقة موسمها، موشى بتمجيد بطل الرواية مدير الفرقة في دوره العظيم، وقد نشر في عدة صحف بنص واحد.
ولو أن الأستاذ يوسف صاحب فرقة خاصة لكان له أن يعلن عن نفسه كما يريد، ولكن الفرقة المصرية لها كيان مستقل، وهو موظف فيها، والمال الذي ينفق في الدعاية من خزانتها؛ فأين هي وما نصيبها من كل هذا الطبل والزمر. . .؟ ولنفرض نه تركها وقد طغى عليها بالدعاية لنفسه، فكيف يكون حالها؟
هذه هي (الدراما) أما ٩الكوميديا) فهي أن الأستاذ يوسف وهبي معروف بظهوره في الأدوار العنيفة وتمثيل الشخصيات الكبيرة، فيخطب ويبطش ويكتسح. . وهذه الطبيعة متأصلة فيه، ومما يدل عليها أنه لما جاء إلى الفرقة المصرية جعل يبحث في محتوياتها حتى عثر على رواية (مركونة) كانت قد فازت في مسابقة قديمة، وهي رواية (سر الحاكم بأمر الله) فوافقت هواه، إذ رأى فيها ما يوصله إلى القمة. . . فطالما كان زعيما وعبقريا ومصلحا كبيرا، ولكن كل ذلك في حدود (البشرية) أما في هذه الرواية فيمثل الحاكم بأمر الله الذي ادعى الألوهية. . . وهكذا يصل الممثل الكبير إلى نهاية الخط. . .
المشاكل الدولية:
كانت الإذاعة تقدم مساء الأحد من كل أسبوع، الأستاذ محمد رفعت بك، ليعقب على الشؤون الدولية في سلسلة أحاديثه (مصر تطل على العالم) وقد رؤى أخيرا أن يتناوب معه في الحديث عن هذه الشؤون الدكتور محمد عوض بك أسبوعا بعد أسبوع.
وقد بدأ الدكتور عوض بك يوم الأحد الماضي، فتحدثت عن المشاكل التي تشغل بال مصر وبال العالم في هذه الأيام، فتناول أولا مسألة فلسطين من حيث غدر اليهود في الأسبوع الماضي بحشد قواتهم في الجنوب ومحاولة الهجوم على الجبهة المصرية، فقال إنهم أرادوا بذلك أن يستولوا على جنوب فلسطين، فغن تم لهم ما أرادوا زحفوا شمالا. ولكن القوات