للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

نتيجة مراحل البحث أن وافقت أكثرية أعضاء اللجنة ومن بينها - سوريا - على الاقتراح الأمريكي ولم يصوت مع روسيا سوى حليفتها أوكرانيا.

ويقول مناصرو الرأي الروسي أن الاقتراح الأمريكي لمراقبة التسلح الذري وإنتاج الطاقة الذرية يرمي إلى جعل الولايات المتحدة صاحبة النفوذ الأعظم في الإنتاج الذري، خصوصا وأن أمريكا هي الدولة الوحيد التي أتقنت صناعة هذا الإنتاج، وأن رغبتها في تقييده الآن يرجع إلى رغبتها في منع الدول الأخرى عن بلوغ المستوى الذي بلغته هي في التقدم الفني والصناعي في شؤون الطاقة الذري. وينتقد أنصار الرأي الروسي الاقتراح الأمريكي أيضا بأنه يشتمل على التدخل في شؤون الدول المستقلة وهو اعتداء على سيادتها واستقلالها الداخلي.

ويجيب أنصار المشروع الأمريكي على ذلك قائلين أن أمريكا بموجب اقتراحها قد تنازلت عن حقوقها في احتكار إنتاج الطاقة الذرية ووضعتها في يد سلطة دولية تستطيع روسيا المشاركة فيها في إخلاص وحسن نية. أما أن الاقتراح الأمريكي يتضمن التدخل في شؤون الدول المستقلة سيادتها فهو لا يتفق مع روح التعاون الدولي، وأن أي مشروع يتطلب التعاون الدولي لا يجب أن يكلف الدول التنازل عن بعض حقوقها في خدمة السلام والتعاون الدولي.

هذه بإيجاز مشكلة مراقبة الطاقة الذرية - وهي مشكلة خطيرة، وهي في ظروف دولية تضع الشعوب على أهبة الاستعداد العسكري، وهي مشكلة مخيفة لعلها أهم المشاكل الدولية قاطبة.

وهي الآن معروضة على الجمعية العمومية بباريس. ترى هل تستطيع الثماني والخمسين دولة المجتمعة هناك أن تحلها؟

يقول الخبراء أن هذا مستحيل - لأن في المشكلة نقاطا فنية وعسكرية لا يحلها الجدال السياسي، وليست الجمعية العمومية إلا برلمانا دوليا محصوله السياسة والجدل القانوني.

وأغلب الظن أن مشكلة الطاقة الذرية ستظل شوكة في حلق هيئة الأمم - وستعاد إلى لجنة الطاقة الذرية من جديد لعلها تقنع الدول الكبرى المتنافسة بأن تتفق على حماية نفسها من ويل هذه الذرة الجهنمية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>